DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بين «أبو سيف» والشركة المساهمة

بين «أبو سيف» والشركة المساهمة
الأخبار الاقتصادية على منصة «إكس»
علم الاقتصاد واسع وفضفاض، وإجادة العوم فيه ليست بالسهولة التي يتصورها البعض مهما امتلكت من إمكانيات بشرية أو تقنية، وهو حِسّ تجاري وخليط بين حسن الإدارة وفن التسويق، بغض النظر عن حجمك أو شهاداتك.
وعليه فقد يكون الفشل حليفك، وإن كان بمعيتك أهل العلم والشهادات، فيما قد يحالف النجاح أولئك البسطاء أهل الفطرة، وإن صغر حجمهم أو قلة حيلتهم؛ لذلك يحرص خبراء الاقتصاد على الكيف لا الكم في الطاقات الإدارية والتسويقية، فلا شهادات قد تنجح ولا كثرة عدد قد تضمن النجاح.
تذكّرت كل ذلك وأنا أعيش تجربتين مختلفتين في رمضان إحداهما لأخينا «أبو سيف»، وهو شاب سعودي طموح يملك عربة الطعام (Food truck)، يقدم فيها الشاي على الجمر فقط على أطراف منطقة العقربية، مثله مثل العديد من العربات حوله، لكنه كان يملك البشاشة في وجهه، والأريحية وحسن التعامل.. فكان يفاجئك بين الفينة والأخرى برفض أخذ مبلغ على منتجه، وأحيانًا يدعك تذهب دون دفع مبالغ إن لم يكن لديك صرف.. لديه تفاعل سريع وحضور قوي لا تراه لدى كبار التنفيذيين في قطاع التسويق. وتعرف من الوهلة الأولى أن هذا الحضور هو أمر فطري ممزوج بحسن الأداء ولم ينتج عن دراسة جامعية أو غيرها.
أما التجربة الأخرى فكانت لشركة مساهمة دفعت شخصيًا قيمة عالية للاشتراك في أحد فروعها لأتفاجأ بإغلاق الفرع بعد أسبوعين فقط من الاشتراك دون إطلاعي بذلك، ودون وجود بديل مماثل، ودون الاعتذار بالرغم من أن لديهم علمًا تامًا بإغلاق الفرع حتى قبل إقدامي على الاشتراك.
فارق كبير في التسويق وحسن الخدمة بين شركة مساهمة لديها طاقم ضخم متعدد الشهادات والخبرات وبين «أبو سيف» الشاب الطموح الذي يعمل وحده.
إنها أشياء لا تُشترى.