تذكّرت كل ذلك وأنا أعيش تجربتين مختلفتين في رمضان إحداهما لأخينا «أبو سيف»، وهو شاب سعودي طموح يملك عربة الطعام (Food truck)، يقدم فيها الشاي على الجمر فقط على أطراف منطقة العقربية، مثله مثل العديد من العربات حوله، لكنه كان يملك البشاشة في وجهه، والأريحية وحسن التعامل.. فكان يفاجئك بين الفينة والأخرى برفض أخذ مبلغ على منتجه، وأحيانًا يدعك تذهب دون دفع مبالغ إن لم يكن لديك صرف.. لديه تفاعل سريع وحضور قوي لا تراه لدى كبار التنفيذيين في قطاع التسويق. وتعرف من الوهلة الأولى أن هذا الحضور هو أمر فطري ممزوج بحسن الأداء ولم ينتج عن دراسة جامعية أو غيرها.
أما التجربة الأخرى فكانت لشركة مساهمة دفعت شخصيًا قيمة عالية للاشتراك في أحد فروعها لأتفاجأ بإغلاق الفرع بعد أسبوعين فقط من الاشتراك دون إطلاعي بذلك، ودون وجود بديل مماثل، ودون الاعتذار بالرغم من أن لديهم علمًا تامًا بإغلاق الفرع حتى قبل إقدامي على الاشتراك.
فارق كبير في التسويق وحسن الخدمة بين شركة مساهمة لديها طاقم ضخم متعدد الشهادات والخبرات وبين «أبو سيف» الشاب الطموح الذي يعمل وحده.
إنها أشياء لا تُشترى.