لقد صح رهاني، من قبل ومن بعد، بأن الناس في القصيم وغيرها من المناطق، حُرموا جبرا من مباهج الحياة ولم يختاروا بملء إرادتهم الموقف المضاد للفن والغناء والحفلات والسينما والمسرحيات وما إلى ذلك. هناك في فترة زمنية، طالت واستفحلت، من أناب نفسه بنفسه ودون تفويض من المجتمع ككل، أو من المجتمعات المحلية، ليقول إن الناس يرفضون المباهج ويمجونها.
وبما أن (الميه تكذب الغطاس) فقد كذّبت حفلة القصيم الأخيرة كل هذه الإدعاءات والافتراءات على أهل القصيم وعلى غيرهم في كل مكان من المملكة. وإذا كان جمهور هذه الحفلة فاجأ البعض، بحجمه وتفاعله، فإنه لم يفاجئني كوني على يقين بأن الإنسان الطبيعي لا يرفض الفن ولا يمج الغناء أو يسفهه.
نحن نُخلق وفينا رغبة للمباهج الطبيعية التي تُنعّم سبل حياتنا وتأخذنا، من وقت لآخر، بعيدا عن مشاكل الدنيا ومنغصاتها. الترويح عن القلوب مطلوب ومندوب. وهو ما حدث في القصيم ويحدث الآن، بصورة رائعة ومتوالية، في كل مناطق المملكة، ضمن وتائر جودة الحياة التي يرحب ويستبشر بها الجميع.