DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مصنع سري لقنابل «حزب الله» في لندن

تحقيق سري يفضح الميليشيا اللبنانية ونظام طهران

مصنع سري لقنابل «حزب الله» في لندن
كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، الإثنين، أن متطرفين على علاقة بميليشيات حزب الله المدعومة من إيران، خزنوا عناصر تدخل بصناعة قنابل، في لندن عام 2015، في قضية ظلت «مخفية عن العامة».
وقالت الصحيفة: «يؤكد اكتشاف مصنع سري يحوي كميات هائلة من متفجرات نترات الأمونيوم في المدينة الخطر المحدق بلندن».
وأوضحت أن عملاء من جهاز المخابرات، وضباطا من شرطة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة لندن، نفذوا عملية سرية لكشف التآمر الإيراني على العاصمة الأوروبية، باستخدام عناصر من ميليشيات حزب الله الإرهابية.
» نترات الأمونيوم
وقال تقرير للصحيفة، نقلا عن مصادر أمنية، نشره موقع «سكاى نيوز»: «إنه عقب معلومات من حكومة أجنبية، اكتشفت الشرطة البريطانية وجهاز المخابرات الداخلية «إم آي-5» آلافا من عبوات الثلج التي تستخدم لمرة واحدة، تحتوي على ثلاثة أطنان من نترات الأمونيوم».
وخلصت تحقيقات سرية قادتها المخابرات وجهاز مكافحة المتفجرات البريطاني، لأكثر من 3 سنوات، إلى علاقة بين ميليشيات حزب الله المدعومة من إيران، وعناصر تم اعتقالهم في 2015، أثناء تخزينهم أطنانا من المواد المتفجرة في مصنع للقنابل على مشارف العاصمة لندن.
» نتائج مروعة
ووصفت صحيفة تلغراف النتائج التي توصلت إليها السلطات بـ«المروعة»، بعد كشف أن ميليشيات حزب الله، المصنفة إرهابية في بريطانيا، جمعت الآلاف من الطرود الصغيرة المتفجرة، واحتوى كل واحد منها على نترات الأمونيوم (عنصر شائع في القنابل اليدوية الصنع).
وبعد أكثر من 3 سنوات من كشف مؤامرة مصنع القنابل في لندن سرا، وجهت السلطات الاتهام رسميا لميليشيات حزب الله لضلوعها في دعم وتمويل تلك العناصر.
وفي خريف عام 2015، حيث تم توقيع الاتفاق النووي، اكتشفت السلطات مصنعا بريطانيا محتملا للقنابل كانت تديره إحدى أكثر الجماعات الوكيلة سيئة السمعة المرتبطة بإيران، ألا وهي ميليشيا حزب الله.
» بؤرة مستترة
وذكرت الصحيفة أن الإرهابيين اتخذوا من مصنع لعبوات ثلج تستخدم لأغراض طبية غطاء.
وللوهلة الأولى قد تبدو تلك العبوات غير ضارة، لكن وبمجرد طي العبوة تتفاعل محتوياتها الداخلية، متحولة إلى مادة شديدة البرودة، وما أن يتم فتحها يمكن استخراج نترات الأمونيوم النقية منها، والتي تُمزج مع مكونات أخرى لتصبح مادة متفجرة فتاكة.
وأبانت أنه تم استخدام عبوات الثلج؛ لأنها تبدو غير مؤذية وأسهل للنقل.
وأضاف التقرير: إنه لم يكن هنالك أي هجوم وشيك، ولم يتم استخدام نترات الأمونيوم في أسلحة.
ولاحظت الأجهزة الأمنية أن المصنع لم يكن يتخلص من العبوات المفتوحة، بل كان يجمعها ويسحب نترات الأمونيوم منها.
وقالت الأجهزة الأمنية البريطانية: إنها كانت على دراية بمدى خطورة نترات الأمونيوم، التي استخدمت لقتل 168 شخصا في أوكلاهوما سيتي عام 1995، و202 شخص في بالي عام 2002.
» خطر محدق
واستطردت الصحيفة: «يؤكد اكتشاف مصنع سري، يحوي كميات هائلة من متفجرات نترات الأمونيوم في المدينة، الخطر المحدق بلندن».
وتابعت تلغراف: «توقيت اكتشاف المصنع السري المرتبط بإيران ضاعف الصدمة البريطانية، ففي الوقت الذي كانت تسعى بريطانيا فيه لعقد اتفاق نووي مع إيران، كشف هذا المصنع نوايا إيران الحقيقية».
وقالت الصحيفة: إن قرار عدم الكشف عن المعلومات بشأن اكتشاف المخزون، والذي جاء به بعد إبرام الاتفاق النووي الإيراني، من شأنه أن «يثير تساؤلات».
وفي 30 سبتمبر 2015، داهم جهاز المخابرات البريطاني 4 عقارات شمال غربي لندن (ثلاث شركات وعنوانا سكنيا).
وفي اليوم نفسه، اعتقل شخص في عمليات دهم في شمال غرب لندن، لكن أخلي سبيله فيما بعد من دون توجيه تهمة بعد «عملية مخابراتية سرية»، بحسب الصحيفة، لم تكن تهدف إلى ملاحقة جنائية.
» خلية دولية
وبحسب صحيفة ديلي تلغراف، فإن عمليات عثور مماثلة لعبوات ثلج تستخدم في تخزين متفجرات، سجلت في أماكن أخرى في العالم.
فقبل اعتقال جميع العناصر المشتبه في علاقتها بمصنع المتفجرات في لندن، كانت تايلاند ألقت القبض على عناصر تابعة لميليشيات حزب الله تعمل على شراء عبوات التبريد وتجميعها.
وكذلك حاول أحد عناصر «حزب الله» في نيويورك افتتاح شركة تعمل في هذا المجال (تصنيع عبوات تبريد للتصدير).
وذكرت الصحيفة أنه وعلى الرغم من ذلك لم يتمكن عميل «حزب الله» من افتتاح شركته في نيويورك، وأوضحت أن القضية الأكثر صلة بمصنع المتفجرات السري في لندن كانت في قبرص، حيث تم ضبط مؤامرة ذات أوجه تشابه «مذهلة» مع تلك التي اكتشفت في لندن.
فهناك، اعتقلت السلطات شابا (26 عاما)، يدعى حسين بسام عبدالله، وهو لبناني كندي، خزن أكثر من 65 ألف علبة تبريد في قبو، وهي تعادل 8.2 طن من
نترات الأمونيوم.
وخلال التحقيق، اعترف عبدالله بأنه عضو في الجناح العسكري لميليشيا حزب الله، قائلا إنه تدرب ذات مرة على استخدام بندقية هجومية من طراز AK47.
وأضاف: إن هذه الكمية من نترات الأمونيوم المخزنة في قبوه كانت معدة للقيام بهجمات إرهابية، وحكم عليه بالسجن 6 أعوام في يونيو 2015.
وأيضا عثرت الشرطة في أمتعته على صورتين لجواز سفر بريطاني مزور، وسرعان ما أشركت السلطات القبرصية نظيرتها البريطانية في التحقيقات.
» تحقيق طويل
وتقول تلغراف إن المخابرات البريطانية استغرقت وقتا طويلا في تحقيقها؛ لأنها كانت تريد الحصول على صورة أوضح عما إذا كانت إيران وحزب الله على علاقة بمصنع المتفجرات.
وأضافت: إن رئيس الحكومة آنذاك ديفيد كاميرون ووزيرة الداخلية تيريزا ماي، أبلغا بالأمر، لكن النواب الذين كان يناقشون مسألة حظر «حزب الله» في بريطانيا، لم يتم إبلاغهم.
» محطة متفجرات
وكشفت نتائج تحقيق المخابرات البريطانية علاقة وثيقة بين إيران والعناصر المشكوك فيها عبر الوسيط (حزب الله)، واستمرت مراقبة العناصر التي لم تكن حددت بعد أهدافا لهجماتها الإرهابية.
وقالت مصادر للصحيفة: «لا يوجد دليل على أن بريطانيا نفسها كانت هي المستهدفة، لكنها كانت موطئ قدم للعبوات المتفجرة».
وفي تلك الفترة كان الجناح العسكري لـ«حزب الله» محظورا في بريطانيا، لكن الحزب اللبناني بأكمله أدرج على قوائم بريطانيا للإرهاب في وقت سابق هذا العام.
وفي يناير 2018 مررت الحكومة البريطانية قانونا يصنف ميليشيا حزب الله، بجميع أفرعها منظمة إرهابية، بحضور وزير الأمن، ممثل موقف الحكومة الذي لم يشر صراحة إلى هذه المؤامرة، لكنه قال: «الهدف من القانون دعم جهود المملكة المتحدة لتعطيل أولئك الذين يمارسون الإرهاب».