أهنئ بالعيد وأؤكد على إشعار أبنائنا بامتداد هذا الدين في كل مكان، وأيضاً إشعارهم بوحدة أمة الإسلام على اختلاف لغاتها وألوانها، في صورة استثنائية لعبقرية الإسلام تتمثل في جمع شمل المسلمين وإن تفرقوا.
أهنئ بعيدٍ تسمو فيه الروح الإنسانية وتتجدد فيه الذات في حالة فريدة متميزة، يندمج بُعدها المادي ببُعدها الروحي فترقى إلى سماء الكون الإنسانية والوجدانية والروحية، فتصفو فيها النفوس المسلمة وتغتسل بماء النقاء والتسامح والحب والتصافي، وتتجدد فيها روابط القربى والعلاقات الأسرية وكل من مر ويمر في حياتها من قريب أو بعيد فيتجدد فيها ما بليَ منها وما انفتق، فتصل ما انقطع، بتبادل التهاني والأماني والابتسامات ومسح رؤوس اليتامى واحتواء البراءة المحرومة بالحنان والعطف وجبر قلب الكسير، وزيارة المريض ومسح دمعة أرملة وسد حاجة فقير وتقديم الجود والكرم بكل أشكاله المعنوية والمادية.
أبارك بعيد يحتضن الجميع ويحقق التكافل الاجتماعي، فلا يبقى بيت إلاّ ودخلته فرحة العيد و"الأنا" مرفوضة بكل أشكالها.
أهنئ بالعيد في معناه الإنساني يوم تلتقي فيه قوة الغني وضعف الفقير على محبة ورحمة وعدل من وحي السماء، عنوانها الزكاة والإحسان والتوسعة.
لنا أن نفرح بالعيد بفلسفته الرائعة ومعانيه الإنسانية السامية بأفراحه وبهجته بعبق نكهة التزاور والتلاحم الرائعة فيه عبر الزمان وعلى بساط الأيام.
اليوم لنا عيد، وغدًا لنا عيد، وكل يوم نشكر الله فيه عيد. فلماذا لا نجعله عاماً في كل عام وسنة في كل سنة ووجوداً للوجود كله.
أهنئ بعيد، رضي الله عنا إن شاء الله بقبول الصيام وكل الطاعات، وغفر لنا لأنه سبحانه الكريم الغفور.
أدام الله لنا ولكم الأعياد دهوراً، وألبسنا وإياكم من تقواه نوراً، وأقر أعيننا بنصر أمتنا وكل عام وأنتم بخير.
من أعماق فؤادي أقدم تهاني الحارة لقيادتنا الحكيمة وعلى رأسها ملك العزم والحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين وسمو أمير المنطقة الشرقية الإخلاص والوفاء سعود بن نايف وللشعب والوطن.