DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مجالس الشرقية.. تترنح؟!

مجالس الشرقية.. تترنح؟!
مجالس الشرقية.. تترنح؟!
يشتهر المجتمع «الشرقاوي» بالعديد من الخصائص الجميلة، والعادات الحسنة التي تُضفي عليه جمالًا ورُقِيًّا ورونقًا من نوعٍ خاص.
ومن أبرز تلك العادات، لقاءاته الاجتماعية المتواصلة، والتي عُرِف بها أهل الشرقية منذ القِدَم، وهي المجالس أو كما يحلو لبعض الشرقاويين إطلاق اسم «الديوانية» عليها.
«الديوانية» عبارة عن مكانٍ مخصَّصٍ لاستقبال الضيوف، والالتقاء بالأصدقاء والأقارب، من أجل تبادل الحديث، وأحيانًا لاتخاذ بعض القرارات الهامة التي تتعلق بالأشخاص أو العائلات، وهي في الواقع نسخةٌ متصلة ومتواصلة مع المجالس الممتدة في دول مجلس التعاون الخليجي، ولها تقريبًا نفس القواعد الاجتماعية والتواصل الأسري، مع بعض الفروقات في الأهداف، والتي تميل في بعض العواصم الخليجية إلى تكتّلات سياسية. وبدون مبالغة.. نجحت المجالس في الصمود أمام التغيُّرات السريعة لنمط الحياة بكل ما تحمله من تحديات، بدءًا من التغيُّرات في الأسرة نفسها، ومرورًا بتعدُّد وسائل التواصل الاجتماعي التي حوَّلت المجالس من فخامة تاريخها وركيزتها الاجتماعية وبروتوكولها المهيب إلى «قروب في واتس آب»
للأسف.. ذلك ما تستشعره لأول وهلة عند حضورك بعض تلك المجالس في الشرقية، رغم حرص بعضهم على إشراك «الشباب» في الاستقبال، إلا أن الحضور الجسدي ليس كالذهني وهو المطلوب للتزوّد من نقاش المجالس وعُمق تاريخ التجارب.
مؤخرًا.. حضرتُ نقاشًا سريعًا في أحد المجالس بين رجلَين «قامتَين»، لهما ثِقلهما الاجتماعي والمالي، يشكو أحدهما للآخر عن حال مجالس الشرقية، وتعدّدها المُبَالغ فيه، وأنها تحوَّلت عن هدفها الرئيس وهو التجمُّع وإثراء المعرفة والنقاش إلى الوجاهة والحضور فقط؛ مما دعا كثيرًا من مرتاديها لتسجيل حضور ثم الانصراف؛ ليسابق الوقت، ولتسجيل حضور آخر في مجلس مختلف.
الشرقية ومجالسها تُشكّل نقطة ضوءٍ في زحام الأحداث اليومية التي تصل للمَلل في كثير من الأحيان، وهي وصلة خير وإشعاع معرفي «في بعض المجالس»، ومع استمرار دورتها وحالها على ما هو عليه الآن، يصعب التنبؤ باستمرارها في المستقبل بنفس الروح التي انطلققت بها..!
يصعب أن تنتهي الكلمات بدون طرح حلول.. ولو فردية.. هل يصعب على رجالات المجالس توحيد نقطة لقائهم، وليكن «مجلس في كل مدينة»، على أن تتبادل الأسر إدارتها وإثراء محتواها وبرامجها.. هل ذلك مستحيل.. أهالي الشرقية هل لديكم حلول....؟!