لقد سرّب التستر الكثير من أموالنا إلى خارج الوطن، وحان الوقت مع هذا المشروع الواقعي والعملي لسد تلك الثغرات في اقتصادنا لتمتينه وازدهاره بمثل هذه الأنظمة الواعية والنابهة.
أجمل ما يمكن التقاطه في أداء الإدارة الحكومية في الوقت الراهن، هو الانعتاق الواضح من ربقة الروتين، والتخفف البين من البيروقراطية التي كانت تقلل من سرعة ايقاع العمل أي عمل وبالتالي تأخر مخرجاته. وهو أحد آثار الرؤية وآلياتها التي يبدو أنها أيضا لم تكتف بتسريع إيقاع الأداء، وإنما لضمان حمايته من سلطة الروتين بدأنا نشاهد كيف يتم اسناد الأفكار الاستثمارية الجديدة إلى مؤسسات وهيئات حديثة، لها شخصياتها الاعتبارية، ولها نظامها وآليات أدائها، الأمر الذي أدّى عمليا إلى تسريع خطوات الإنجاز، فما كان يتم إنجازه في السابق في عشر سنوات كمثال، أصبح من الممكن أن يتم الوصول إليه في سنة، وما كان ينجز في عام أصبح في خانة التحقق خلال شهر، وهكذا، وهو إن كان أحد مخرجات الرؤية كما أشرنا، فإنه من باب آخر يترجم روح الشباب التي بدأ سمو ولي العهد مهندس الرؤية يضخها في مفاصل الأداء الحكومي، بغية تحريره من حالة الاسترخاء للدخول في حلبة السباق مع الزمن.
مشروع الإقامة المميزة والذي تناولته كلمة اليوم في عدد الخميس يمكن استخدامه هنا كنموذج لآليات العمل الجديدة. فما إن تم الإعلان عن دراسته في مجلس الشورى حتى تم إقراره، والشروع عمليا في تحديد لائحته وأنظمته خلال تسعين يوما فقط، وهو كما أشار معالي وزير التجارة والاستثمار ماجد بن عبدالله القصبي المشروع الذي سيعزز من فرص التنافسية، وسيتيح للمملكة استقطاب مستثمرين وكفاءات نوعية، فوق أنه سيحد من قضية التستر. خاصة بعدما زادت نسبة التستر في المملكة عن 46% في الربع الأول من هذا العام، ليأتي هذا النظام كمصدّ قانوني لداء التستر، ولإتاحة الفرصة لبعض الإخوة غير السعوديين من ممارسة أعمالهم التجارية وفق أنظمة البلاد، حيث سيتيح لهم الاستثمار وشراء العقارات السكنية والتجارية والصناعية، بحيث يكون المستثمر واضحا أمام الجميع، مما يلغي مبرر التستر، ويسهم في القضاء على الاقتصاد الخفي، ويدفع باتجاه بناء اقتصاد حقيقي واقعي. فضلا عن كونه ممارسة عالمية يعمل بها في كثير من الدول المتقدمة، ويستهدف نوعية معينة من المستثمرين ذوي الملاءة المالية، وبما لا يزاحم أبناء وبنات الوطن.
لقد سرّب التستر الكثير من أموالنا إلى خارج الوطن، وحان الوقت مع هذا المشروع الواقعي والعملي لسد تلك الثغرات في اقتصادنا لتمتينه وازدهاره بمثل هذه الأنظمة الواعية والنابهة.
لقد سرّب التستر الكثير من أموالنا إلى خارج الوطن، وحان الوقت مع هذا المشروع الواقعي والعملي لسد تلك الثغرات في اقتصادنا لتمتينه وازدهاره بمثل هذه الأنظمة الواعية والنابهة.