فعلى كل فرد في المجتمع أن يقدِّمهم على غيرهم في برنامجه أو في قائمته غير المُعلَنة، لأنهم فئة تتعفف أن تُدرَج أسماؤها في قوائم يتداولها الخاص والعام. ولعلي لا أبالغ إذا دعوت كل المجتمع بأن يعمل بما في وسعه ليبحث ويدُلّ المحسنين على أهل العفاف والكفاف أينما كانوا، و»الدَّال على الخير كفاعله» كما جاء في الأثر.
وشهر رمضان المبارك هو شهر جامعٌ للخيرات والحسنات، والتسابق بين المواطنين بمختلف إمكانياتهم وإنسانيتهم المتميزة، لنُشَكِّل قوائم منهم في قلوبنا، لا على دفاترنا ونعمل على ألا يبقى بيننا فقير متعفف.
لنبحث عنهم ونجعل من أنفسنا لجاناً سرية تبحث وتتقصى دون إحراج، هذه الفئة كتبتُ عنها مقالات عدة سابقة لما لها من الأهمية الدينية والاجتماعية الكبرى، ولا أشك أن القارئ لا يمَلُّ لو تكرر الحديث عنهم.
«تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ» بما يبدو عليهم من سمات الحاجة مع تعففهم، علامة مميزة يمتازون بها.
قد يكونون من الأقارب والأرحام والتقصير في التواصل معهم وارد، ولا يبرر أي مبرر في التقصير عن التواصل مع الأرحام والأقارب والجيران، ومعرفة أحوالهم المادية واجب ديني قبل أن يكون إنسانيا، فمن أهم الروابط الإسلامية كما يعرفها الجميع التكافل الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء.
في شهر رمضان اعتاد الجميع على التسابق لكسب أكثر الأجر والثواب إلاّ أني أتأمل منهم أن تستمر هذه العادة في كل أشهر العام، فالفقر لا يحدد بعام أو شهر أو يوم، والحسنات والصدقات لا تقيَّدان بزمن مع وجود الفقراء في كل الظروف.
أهل الخير كثيرون قد تصل أعمالهم الخيرية لخارج الوطن، والفقراء المتعففون في وطنهم هم الأقرب، أقرب الناس رحماً ونسباً، وأقرب الناس داراً هم الأولى.
فلو اهتمت كل عائلة بأقربائها البعيدين والقريبين وتكفّلت بالفقراء منهم لتحقق التكافل الاجتماعي ولما وُجد فقيرٌ.