ها هو رمضان قد أقبل بنوره ونحن نتلمّس بداياته، ومشكلة رمضان الأزلية أنه كالحبيب، فالوقت معه يمضي سريعا، كأنه ساعة من نهار لا كأنه ثلاثين يوما!. فرمضان ذلك الشخص الذي تحبه وترتاح له، ولا تمل الحديث منه وإليه، فكل الأحاديث عنه ذو شجون، كأنه يحنو علينا ونحن نستمتع بدفء أيامه وأوقاته، وجمال روحانيته.
ومن الأشياء الجميلة في رمضان والتي تزيده روحانية هي أصوات قراءة القرآن التي تسمع في كل مكان في المساجد والبيوت والسيارات والمكاتب. ليرتفع وينتثر عبق عطره في كل الأجواء، فترتاح له الأذن والنفس، وهو شعور يبعث على السكون والهدوء في هذا الشهر الفضيل الكريم حيث كله بركات في أوله وأوسطه وحتى آخره.
ذلك القرآن الذي لا يبلى ولا يمل على كثرة الرد. وهو يشعرك بالطمأنينة والراحة النفسية، وكم رأينا مؤخرا من مقاطع مرئية للذين لا يعرفون شيئا عن اللغة العربية يتأثرون بكلماته، ويشعرون بمفعول إحساسه بين أوردتهم وقلوبهم وهم لا يفقهون المعنى!!، فكيف لو علموا وعرفوا معاني كلماته وتفسيرها؟!. ولذلك ذُهل الوليد بن المغيرة حين سمعه بتجرد وبدون آراء مسبقة ولا بنفس مشحونة بالحقد والكراهية، فقال: والله لقد سمعت منه (يقصد الرسول عليه الصلاة والسلام) كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وما يقول هذا بشر.
إنهما معا (القرآن ورمضان) يدخلان السرور على النفس ويشعرانك بجو مختلف عن باقي شهور السنة. تلك الروحانية هي شفاء للنفوس والأبدان، وهي أحاسيس حقيقة ورائعة، وصدق الله سبحانه وتعالى القائل: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا».
ورمضان والقرآن مرتبطان لا ينفكان عن بعضهما البعض، ولا يمكن أن تشعر برمضان إذا لم تسمع أو تقرأ من القرآن شيئا في طرف من النهار أو الليل. وإذا أغلفت هذا الجانب ستشعر بأن هناك شيئا ينقصك، وأن الشهر الفضيل فقد شيئا من روحه، بل ستشعر أن ما في داخلك يحتاج إلى شيء من الدفء والراحة النفسية الإيمانية تلك هي لمسات القرآن في رمضان. ومن هنا نرى ظاهرة انتشار قراءته في المساجد بحثا عن ذلك الدفء والطمأنينة. وهذه الروحانية التي تتذوقها من الصوم والقرآن معا لا يمكن شرحها بالمعادلات والأرقام ولا بالقلم والمسطرة!، بل هي فوق ذلك إذ لا بد من أن تمارس على أرض الواقع حتى نشعر بها، وهذا من سر من أسرارها، ولذلك يقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي - رحمه الله -:هو نورٌ يقذفه الله تعالى في القلب.
ويقول علي الطنطاوي - رحمه الله - عن شهر رمضان الكريم: «إن كانت الحياة تنازعًا على الحياة فهذا الشهر إدراك لسر الحياة، وإن كان العمر كله للجسم فهذا الشهر للروح، وإن كانت الدنيا للتناحر والخِصام فهذا الشهر للحب والوئام».
وقد قيل عن الصيام عموما: إنه هو السياحة لهذه الأمة، وهو أحد وجوه تفسير قوله سبحانه وتعالى: « السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ »، وفي الآية الأخرى « سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا». وقد علق عباس محمود العقاد - رحمه الله - على ذلك فقال: «وهو معنى جميل يدل على حقيقة الصيام الجوهرية، وأنه سياحة من عالم الجسد إلى عالم الروح فلا يكون قصاراه الإمساك عن شهوات الجسد ساعات من اليوم، ولا يزال الغالب عليه أنه سمو عن تلك الشهوات كأنها رحلة إلى مكان قصي منه، وانتقال من مجال إلى مجال».
والصيام رياضة للجسم وروحانية للنفس والقرآن يسمو ويرتقي بها لتحلق.
ذلك القرآن الذي لا يبلى ولا يمل على كثرة الرد. وهو يشعرك بالطمأنينة والراحة النفسية، وكم رأينا مؤخرا من مقاطع مرئية للذين لا يعرفون شيئا عن اللغة العربية يتأثرون بكلماته، ويشعرون بمفعول إحساسه بين أوردتهم وقلوبهم وهم لا يفقهون المعنى!!، فكيف لو علموا وعرفوا معاني كلماته وتفسيرها؟!. ولذلك ذُهل الوليد بن المغيرة حين سمعه بتجرد وبدون آراء مسبقة ولا بنفس مشحونة بالحقد والكراهية، فقال: والله لقد سمعت منه (يقصد الرسول عليه الصلاة والسلام) كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وما يقول هذا بشر.
إنهما معا (القرآن ورمضان) يدخلان السرور على النفس ويشعرانك بجو مختلف عن باقي شهور السنة. تلك الروحانية هي شفاء للنفوس والأبدان، وهي أحاسيس حقيقة ورائعة، وصدق الله سبحانه وتعالى القائل: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا».
ورمضان والقرآن مرتبطان لا ينفكان عن بعضهما البعض، ولا يمكن أن تشعر برمضان إذا لم تسمع أو تقرأ من القرآن شيئا في طرف من النهار أو الليل. وإذا أغلفت هذا الجانب ستشعر بأن هناك شيئا ينقصك، وأن الشهر الفضيل فقد شيئا من روحه، بل ستشعر أن ما في داخلك يحتاج إلى شيء من الدفء والراحة النفسية الإيمانية تلك هي لمسات القرآن في رمضان. ومن هنا نرى ظاهرة انتشار قراءته في المساجد بحثا عن ذلك الدفء والطمأنينة. وهذه الروحانية التي تتذوقها من الصوم والقرآن معا لا يمكن شرحها بالمعادلات والأرقام ولا بالقلم والمسطرة!، بل هي فوق ذلك إذ لا بد من أن تمارس على أرض الواقع حتى نشعر بها، وهذا من سر من أسرارها، ولذلك يقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي - رحمه الله -:هو نورٌ يقذفه الله تعالى في القلب.
ويقول علي الطنطاوي - رحمه الله - عن شهر رمضان الكريم: «إن كانت الحياة تنازعًا على الحياة فهذا الشهر إدراك لسر الحياة، وإن كان العمر كله للجسم فهذا الشهر للروح، وإن كانت الدنيا للتناحر والخِصام فهذا الشهر للحب والوئام».
وقد قيل عن الصيام عموما: إنه هو السياحة لهذه الأمة، وهو أحد وجوه تفسير قوله سبحانه وتعالى: « السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ »، وفي الآية الأخرى « سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا». وقد علق عباس محمود العقاد - رحمه الله - على ذلك فقال: «وهو معنى جميل يدل على حقيقة الصيام الجوهرية، وأنه سياحة من عالم الجسد إلى عالم الروح فلا يكون قصاراه الإمساك عن شهوات الجسد ساعات من اليوم، ولا يزال الغالب عليه أنه سمو عن تلك الشهوات كأنها رحلة إلى مكان قصي منه، وانتقال من مجال إلى مجال».
والصيام رياضة للجسم وروحانية للنفس والقرآن يسمو ويرتقي بها لتحلق.