وقال المستشار وعضو الدعوة في وزارة الشؤون الإسلامية سابقا د. صالح الدسيماني: «بلاد الحرمين الشريفين منذ قيامها وتوحيدها وهي مستهدفة من الشرق والغرب، وقد استغل بعض الأحزاب وعلى رأسها حزب «الإخوان المسلمين» طيبة أهل هذه البلاد وحبهم للخير والتدين وصاروا يلعبون بعواطفهم ويستغلون طيبتهم وحبهم للخير لتمرير أفكارهم، ولقد حاولوا مع الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أن يكون لهم مقر في المملكة ينطلقون منه بحكم وجود الحرمين الشريفين وقبول المسلمين في شتى الأرض لهذه البلاد المباركة وأهلها وعلمائها وما يصدر باسمها أو منها ولكن الملك عبدالعزيز بفطنته وذكائه ردهم بكل حزم وحنكة فقال لهم كلنا أخوان وكلنا مسلمون، فلم يمكنهم مما أرادوا وردهم بحكمة وسياسة وكياسة، ومنذ ذلك الزمن وهم يخططون لإسقاط هذه البلاد المباركة عن طريق نشر الشعارات البراقة والتشكيك في توجهات قادة هذه البلاد ولكن بفضل الله ثم بجهود العلماء الذين كشفوهم وردوا عليهم، إضافة إلى صحوة المجتمع لهم ومعرفة أهدافهم الحقيقية ساهم كل ذلك بعد حفظ الله في رد كيدهم في نحورهم، فكلما أوقدوا نارا للفتنة أطفأها الله وكانت سببا لقوة المجتمع والتفافهم حول ولاة أمرهم نصرة لله ورسوله وتمسكا بولاة أمرهم، ولله الحمد أنعم الله علينا بنعم عظيمة وكثيرة ومن أعظمها نعمة الهداية لهذا الدين ونعمة الأمن في الأوطان ونعمة اتحاد الكلمة واجتماع الصف والالتفاف والمحبة بين الرعية من ولاة الأمر وحكام وعلماء ونسأل الله أن يديم علينا نعمه ويرزقنا شكرها ويكفينا شر كل حاسد وحاقد وجاحد وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم ويعيذ المسلمين من شرورهم، واللهم احفظ بلادنا عزيزة منيعة آمنة مطمئنة».
» اعتدال ديني
وأوضح المتخصص في علم الجريمة والمشكلات الأسرية د. عبدالعزيز مسفر آل حسن أن المجتمع السعودي مجتمع أصالة وعراقة وإرث ديني معتدل مصدره الأساسي الذي لا يساوره شك هو المصدر الإلهي بالقرآن الكريم ثم السنة النبوية المطهرة، والجزيرة العربية منذ نشأت البشرية عليها وهي تنهج منهاج العدل الطبيعي الذي يعرفه كل البشر وانتهجت ذلك مسارا في جميع فترات تطورها البيئي والسكاني والديني والثقافي وتعاقب الأنبياء والرسل كان بمثابة الموجه والمرشد والمعلم لإعادة كل خلل إلى مكانه الطبيعي والحياة البشرية السوية بلا إفراط ولا تفريط، والمجتمعات تتطور كما ذكر المؤرخون وأصحاب التراجم والمهتمون بتاريخ وحضارة وتقدم الدول والشعوب لذلك ليست كل الدول بمنأى عن ذلك التطور والتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وحتى التغيرات الدينية في هيكلة الأصول وترتيب الأولويات وتقديم المتأخر وتأخير المتقدم مما سبب نوعا من التداخلات الثقافية المندمجة مع التغيرات الدينية حيث ظهرت الاجتهادات الدينية والطائفية بمختلف توجهاتها وسايرها من ساير ودخل تحت كنفها من اعتقد بصحتها وسلامة توجهها وبين هذا وذاك ظهر الحق جليا كما كان وظهر المنهج المعتدل في كل الأزمنة التي تظهر فيها الاختلافات والمذاهب والجماعات ذات الأهداف المتسترة بستار الخداع والتحايل والاندماج الماكر بين طبقات المجتمع لذلك نرى الثوابت هي الشعلة على رأس العلم وهي النبراس المضيء والفنار الذي يرشد من تلاطمت به أمواج الحركات الفكرية التي تدعو إلى التطرف والعدائية والسلوك العدواني والسعي لخلخلة المجتمعات من منظور التطور المتلون الذي لا يظهر في معالمه أي شكل من أشكال التطور بل التخلف والتقهقر للوراء والظهور بمظهر الاعتدال الكاذب».
» نبذ التطرف
وأضاف آل حسن: «المجتمع السعودي بقيادته وشعبه وثوابته ووسطيته واعتداله وعدله وحضارته وتراثه ومصادره التشريعية ومكانته السياسية والاقتصادية والدولية قد ضرب مثالا يُقتدى به في الاعتدال والوسطية والوضوح والشفافية وإحقاق الحق ونبذ التطرف ومحاربة الأفكار الضالة والهدامة ورسم طريقة ميسرة واضحة المعالم تحمي النفس البشرية من الولوج في دهاليز الظلام الفكري والانحدار نحو هاوية الجماعات الإرهابية والفكرية الضالة، والبشرية في كل بقاع الأرض ميزها الله عن بقية المخلوقات بالعقل والتفكير وإمعان النظر والتأمل الذي يقودها نحو العدل والوضوح واختيار المنهج الأفضل والأسلم الذي يرعى حق الإنسانية ويحافظ على القيم والمبادئ للإنسان».