جمعت لكم بهذا المقال (25) فائدة رمضانية وقسمتها إلى ثلاث مجموعات وكل مجموعة فيها عشر فوائد؛ حتى يسهل الحديث بها للأهل والأصحاب والأحباب، فأما العشر الأول فهي: ففي رمضان تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، وأن القرآن نزل في شهر رمضان من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء، ثم أنزله جبريل عليه السلام من بيت العزة في السماء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل، وأنه جواد وكريم ولكن في رمضان يكون أجود في العطاء عليه الصلاة والسلام، وأن الكتب السماوية «التوراة والزبور والإنجيل والقرآن» كلها نزلت في شهر رمضان، وأن كل الأعمال معروف جزاؤها وثوابها إلا الصوم لأهميته فالله يقدر ثوابه وجزاءه، ففي الحديث القدسي «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، والفائدة العاشرة في المجموعة الأولى أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد.
وأما الفوائد العشر الثانية فأولها أن الصيام يمسح الذنوب ويكفر الخطايا، فمن رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما، وثانيها أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة فيكون سببا في دخوله الجنة، وثالثها أن في الجنة بابا خاصا لا يدخله إلا الصائمون ويسمى باب (الريان)، ورابعها أن رائحة فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك، وخامسها أن الصيام يضبط النفس ويطفئ الشهوة ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصح الشباب العزاب بالصيام، وسادسها أن الصيام يجعل الصائم يستشعر معاناة الفقراء والمساكين وألم الجوع والعطش عند المحتاجين، وسابعها أن الصيام مدرسة يتعلم منها الصائم كيف يضبط انفعالاته وعصبيته وكيف يتحكم بذاته ويقوي إرادته، وثامنها أنه يضيق مجاري الدم فيضيق على الشيطان وساوسه؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وتاسعها أن الصيام يعلم الإنسان العمل والإنجاز على الرغم من تغيير روتينه اليومي، ولهذا كان المسلمون يعملون وينجزون في رمضان، فغزوة بدر وقعت في رمضان وكثير من الفتوحات الإسلامية حصلت في شهر رمضان المبارك، مثل فتح مصر وفتح الأندلس وفتح المغرب الأوسط، وفتح بلغراد، وفتح عمورية، وفتح بلاد السند، فلم يكن رمضان شهرا للنوم والكسل بل هو شهر العمل والإنجاز وشهر القرآن، وعاشرها أن رمضان يشجع تقوية صلة الرحم وعودة العلاقات بين المحبين والمتخاصمين، فهو شهر الوصل والصلة والعفو والمغفرة.
أما المجموعة الثالثة للفوائد الرمضانية فأولها أن رمضان يعلمنا التخطيط والتنظيم فأوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ويعلمنا استغلال الوقت حسب الزمان والمكان، فالأعمال الليلية تختلف عن الأعمال النهارية في فضلها، وثواب العمرة برمضان كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وثانيها أن الناس في رمضان أكثر حديثهم عن قصص الأنبياء وتفسير آيات القرآن والحديث حول السنة والسيرة النبوية وتكون نفسيتهم راضية عند سماع المواعظ والأحاديث الدينية، وثالثها إحياء سنة الاعتكاف بالمسجد والتفرغ للعبادة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر اعتكف ليحيي ليله بالقيام ويوقظ أهله ويعينهم على الطاعة، ورابعها أن في رمضان ليلة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر فمن حرمها فقد حرم الخير كله، وأخيرا لله في رمضان في كل ليلة عتقاء من النار
فهذه (25) فائدة رمضانية ربانية خسران من لم يستفد منها أو يستغلها ويستثمرها، ولعله أهم ما في رمضان أن الإنسان يراجع نفسه ويراجع أعماله، فالصلاة لمراجعة الأعمال اليومية، وصيام رمضان لمراجعة الأعمال السنوية، والزكاة لمراجعة الأعمال المالية السنوية، والحج للمراجعة العمرية، وهكذا كل ركن من أركان الإسلام يساعد المسلم على المراجعة والانطلاقة من جديد ليكون دائما جديدا ومتجددا في علاقته مع ربه.