سوف تظل المناهج تحتوي على فجوات تسبب تصادمات فكرية وسلوكية وتربوية وعلمية عند الطفل مستقبلا، إذا ما لم يستكشفها المختصون مبكرا. فالطفل السعودي يحتاج إلى صياد متمكن ليستخرج السمكة الذهبية من بحر المعرفة ويحافظ عليها. قد ماتت أسماك كثيرة في عقول أطفالنا والسبب هو عدم وجود صياد يمتهن الصيد بجدارة، فيعرف متى وأين يصطاد.
يرغب المختصون في تطور التعليم وذلك من خلال تطوير المناهج والمعلمين. فهي خطوات متقدمة لا بأس بها للنهوض بتعليم يلامس رؤية المملكة المستقبلية. فالتعليم كمنظومة تعليمية وتربوية تسعى لأن يكون الهدف الأول هو الطفل وذلك من خلال التركيز على المعلم بشكل خاص. والمناهج الحالية هي الروافد المعرفية التلقينية والتقليدية التي يستخدمها المعلم بطرق تدريسية مختلفه لتزويد الطالب بالعلوم والمعارف. ومع تطور الزمن قد اتضح أن هذه المناهج تحتوي على فجوات منبعها سطحية العلوم والمعارف الاجتماعية والثقافية، وهذا ما أشار إليه رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب الدكتور فيصل آل سعود. ومن ضمن الحلول المذكورة هو إعادة بناء المناهج الدراسية، وهذا ما ذكرته مسبقا في المقال السابق عن الروافد المعرفية وفجوة التعليم. يسعى العلماء والباحثون في العلوم الاجتماعية والتربوية لمعرفة احتياجات المجتمع من خلال استكشاف روافد المعرفة التي ستكشف الكثير من احتياجات المجتمع سواء الاقتصادية، الفكرية، السلوكية، النفسية وغيرها من الأمور التي غابت عن مناهجنا الحالية.
هناك إستراتيجيات دقيقة وعميقة خاصة بنظرية الروافد المعرفية، تستخدم بشكل تقني عالٍ للغوص في دهاليز المجتمع لمعرفة الميزان المعرفي والعلمي للمجتمع واحتياجاته وترجمتها بصياغة فكرية وعلمية دقيقة. فلو ركز التعليم على معرفة احتياجات المجتمع واستكشاف الخلل المعرفي والعلمي الكامن الذي يعاني منه المجتمع. وبالتالي محاولة ربطها باحتياجات الرؤية المستقبلية، بطريقة دقيقة وسهلة في المناهج لتتناسب مع عقول الأطفال في المراحل الأولى سوف تُسد الفجوات المنهجية بإذن الله مستقبلا. ولتكون النظرية في نطاق أكثر دقة، يجب على التعليم أن يستعين بذلك المثلث الهندسي المتكون من «وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة الصحة ووزارة التعليم» وبناء على هذا المثلث يتم حصر هذه الروافد المعرفية على شكل مناهج نابعة من احتياج المجتمع السعودي. وسوف تكشف لنا هذه الروافد المعرفية الجانب السلبي والإيجابي للمجتمع. ومن خلال ذلك سوف يعرف المختصون كيف يتعاملون مع الجوانب السلبية والايجابية بشكل تربوي وعلمي دقيق يتناسب مع عقلية الطفل التي باتت تنافس عقليات الكبار بسبب تأثير الذكاء الاصطناعي.