ونطرح في هذا المقال مبادرة تشغيل مسارات و«طرق مائية» في الخليج العربي، وبموازاة ساحل المنطقة الشرقية، بحيث تعمل هذه الطرق المائية للربط مع المدن السعودية الرئيسية على الساحل، مثل العقير والخبر والدمام وتاروت ورأس تنورة والجبيل والخفجي، وهو ما يخفف من الضغط المروري على الطرق الساحلية القائمة. ويمكن استغلال تلك الطرق لربط المملكة والمنطقة الشرقية بدول الخليج المجاورة كالإمارات والبحرين والكويت والعراق، وهو ما سوف يساهم في تنشيط حركة التبادل التجاري مع هذه الدول. وفي نفس الوقت يمكن استغلال هذه المسارات في توفير رحلات سياحية وترفيهية إلى المواقع السياحية المتميزة على الساحل، وكذلك في تنظيم برامج وجولات سياحية وترفيهية ورياضات مائية داخل الخليج العربي.
وأخيرا وليس بآخر، فإن مبادرة الطرق المائية سوف تساهم في دعم التنمية الاقتصادية في المنطقة الشرقية وجعلها أكثر تنوعا واستدامة، وهو ما تنشده رؤية المملكة 2030. كما أن تلك الطرق المائية وتواصلها مع دول الخليج العربي، سوف يجعل المنطقة الشرقية أكثر حضورا وتأثيرا على مستوى الخليج العربي، ويجعلها مقصدا تنمويا وسياحيا وترفيهيا في الخليج العربي. وسنطرح في مقالات قادمة إن شاء الله مزيدا من المبادرات ذات العلاقة بالتخطيط الإقليمي والعمراني لتطوير المنطقة الشرقية.