هذه المياه الكثيفة أدت إلى تشكل العديد من البحيرات في بعض مناطق المملكة، وهي بحيرات تستمر لفترة من الوقت ومن ثم تختفي وتظل ظاهرة على السطح لمدة تصل إلى ثمانية أشهر في بعض الأحيان، وذلك قبل أن تجف بسبب حرارة الصيف المرتفعة وعمق بعضها يتجاوز الأربعة أمتار مما يشكل منظرا جماليا أخاذا يجذب الزوار والسائحين من داخل المملكة وخارجها، ويحرص الكثير من الدول الخليجية المجاورة على زيارة مثل تلك البحيرات؛ نظرا لجمالها وتمازج الصحراء بالماء في منظر خيالي مهيب، بل إن الكثير من دول أوروبا وأمريكا وبقية دول العالم عبروا من خلال وسائل التواصل عن إعجابهم الشديد بمثل تلك المناظر الجميلة وتمنوا زيارتها.
مثل تلك التشكيلات الربانية الجميلة عندما تحدث تجد الكثير من الدول تبادر إلى استغلالها والاستفادة منها سياحيا من خلال إقامة العديد من الفعاليات والعروض، وكذلك إنشاء بعض النزل المؤقتة وإقامة أسواق شعبية يستفيد منها الأهالي بغرض تحريك النشاط الاقتصادي لأهالي المنطقة مما يكون له الأثر الإيجابي على البلد بشكل عام.
لدينا لا يتم التعامل مع الأمر من منظور اقتصادي، بل ربما يتم النظر إليها على أنها مستنقعات مائية ستجف في نهاية الأمر ولا يتجاوز الأمر سوى بعض الخيم حولها وانتشار عشوائي لبائعي الأكلات الشعبية والحطب وخلاف ذلك، بينما لو تم التعامل مع الوضع من زاوية أخرى بتطوير وتفعيل تلك المواقع لتتحول إلى أماكن جذب سيكون المردود إيجابيا -بإذن الله- على سمعة المملكة وما يتبعها من فائدة مادية.
من أبرز بحيرات الأمطار بحيرة (الكسر) الشهيرة الواقعة شمال روضة السبلة التي تبعد عن محافظة الزلفي 21 كم وعن الرياض ما يقارب 300 كم، وتعتبر البحيرة واحدة من أبرز مواقع السياحة الموسمية في السعودية ويرتادها الناس للتنزه وإمضاء أوقاتهم وسط طبيعتها الخلابة التي تمتد لمسافة 10 كم، وأيضا بحيرة الخرارة حيث تقع في محافظة المزاحمية (تبعد عن الرياض 60 كم) وتعد واحدة من أجمل وأشهر البحيرات الطبيعية في المنطقة، ويزداد الإقبال على الموقع بعد هطول الأمطار، حيث تتشكل بحيرة مياه صافية في أحضان الرمال لتعطي منظرا جماليا ساحرا. يوجد الكثير من البحيرات لكنها تنتظر التطوير لتصبح رافدا سياحيا مهما.