الناس - صديقي الحاسد - يعرفون حتى ولو لم يصارحوك، ألست تراها في عيونهم؟! ورب الناس جل جلاله يعلم ما تخفي الصدور ولذلك ستستمر في سقوطك ولن تخرج من وحل التردي، حتى ولو ظننت أنك انتصرت، فهو إما نصرا ظاهريا فألم الحسد ليس معه لذة، أو نصرا وقتيا سرعان ما يزول، فلم يكتب التاريخ نصراً دائماً لحاسد، هذه سنة الله. لذلك أتمنى من الحاسد أن يتوقف من أجل مصلحته، لأنه يبذل جهده في خسارة، فالرزق مقسوم ومحدد مهما فعل، ولن يأخذ أحدٌ غير ما قسمه الله له.
إني لأرحمُ حاسديَّ لحرِّ ما
ضمَّت صدورُهم من الأوغارِ
نـظـروا صنيعَ الله بـي
فعيونُهم في جنةٍ وقلوبُهم في نارِ
ومن أجل صورته في عيون أولاده ومجتمعه، فأي نظرة ينظرها الولد للوالد الحسود، كما أن السمعة الحسنة هي رأس المال.
ومن أجل مجتمعه، فالحسد لا يكون إلا للناجحين، وتدمير الناجحين أو تأخير مسيرتهم، أو إشغالهم عن أهدافهم النبيلة ضرره كبير وآثاره متعدية!
لذلك أتمنى منك يا صديقي الحاسد أن تتوقف سريعاً، أو أن ينعم الله عليك بمن يوقفك، ليس من أجلنا فقط، بل من أجلك أنت قبل غيرك!