ويتضح للعيان من خلال التصرفات الحوثية الحمقاء أنها تنوي استهداف ميناء الحديدة من أماكن قريبة له في حال أجبرت على تنفيذ الانسحاب من الموانئ بموجب اتفاق السويد، رغم أن الوفد الرسمي للميليشيات الذي شارك في محادثات العاصمة السويدية الأخيرة وقع على كل البنود التي جاءت في الاتفاق بين الطرفين، ووافق عليها بما فيها الانسحاب من ميناء الحديدة ولكنه تراجع عنها للرغبة في إبقاء الوضع متأججا على الأراضي اليمنية.
ولعل من الغرابة بمكان أن يتهم الحوثيون الشرعية اليمنية بأنها المعرقل الأساسي للاتفاق في محاولة لذر الرماد في العيون ودفع المجتمع الدولي لإدانة الطرفين معا من خلال تكتيك الانسحاب الشكلي، وهذه طريقة من طرق التعمية التي تمارسها الميليشيات الانقلابية للتملص من اتفاق السويد والادعاء باستمرار أن الشرعية هي التي تحول دون تنفيذ الاتفاق، وهذه ألعوبة من ألاعيب الحوثيين التي مازالوا يمارسونها منذ انقلابهم على الشرعية.
ويتعذر الحوثيون عن انسحابهم من الحديدة بأعذار واهية كوجود الألغام على الطرق المؤدية للميناء في محاولة للمراوغة وتأخير تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق السويد، وتحاول الميليشيات الانقلابية استغلال الإبقاء على الوحدات الأمنية للشرعية في الميناء كأسلوب يحول دون تنفيذ تلك المرحلة، وفي هذه الحالة فإن المبعوث الأممي لحل الأزمة القائمة لا بد أن يتحرك للضغط على الحوثيين وإجبارهم على الانصياع للبنود التي جاءت في اتفاق السويد وعدم القفز عليها بتلك الأعذار والمراوغات.