احترم وبشدة كل رأي حول أي قضية تتعلق بالشأن العام. فالأصل في الاختلاف هو احترام الرأي الآخر وعدم الانتقاص من صاحبه مهما كانت درجة ذلك الاختلاف أو التباين بين وجهات نظرنا. ومع ذلك فإن الأهم هو ألا يدعي أي منا أنه يمثل رأي الآخرين. فلا أحد يملك الحق للحديث عن غيره سواء كان كاتبا أو شخصا عاديا. وعندما تحدث معالي المستشار تركي آل الشيخ بأن مناشط الترفيه سوف تتوزع على كافة مدن المملكة ومن بينها الأحساء، وأنها ستشمل المهرجانات والحفلات الغنائية وألعاب السيرك، انتشرت رسائل تطالب بأن تكون الأحساء خارج أجندة الهيئة العامة للترفيه.
الهيئة لم تجبر الناس في كل المناطق على حضور الحفلات التي كان السعوديون يسافرون للدول الأخرى لحضورها، كما لم تهدد أحدا إن لم يحضرها. ومع ذلك كانت كل الصالات والمسارح والقاعات التي أقيمت فيها تلك الحفلات ممتلئة عن بكرة أبيها. فمن يحضر أو يمتنع فهذا شأنه ولا لأحد حق الاعتراض عليه.
الأحساء لم تعرف التطرف في حياتها، ولم يلتحق شخص منها للعصابات الإرهابية، وليس من أهلها من انتمى للجماعات التكفيرية. فمجتمع الأحساء مجتمع وسطي خليط يجمع مختلف الشرائح بكل معاييرها وتصنيفاتها. وإذا كانت هذه المحافظة قد اختيرت لتكون عاصمة للسياحة العربية للعام القادم فكيف نجردها من أحد أهم عوامل الجذب السياحي!؟. ثم أننا تابعنا العديد من الحفلات الغنائية في مختلف مناطق المملكة ولم نشهد ما يمس ثوابتنا التي تربينا عليها.
نحن مجتمع تسلطت عليه بعض الجماعات المتطرفة طيلة عقود، وحرمته من أي وسيلة للفرح والترفيه، وجاء اليوم الذي يمارس فيه المواطن حياته الطبيعية مثله مثل أي مواطن عربي أو مسلم في هذه الدنيا. ومن لا يريد الترفيه عن نفسه أو عن عائلته فلن يجبره أحد على ذلك مع كل التقدير والاحترام له ولمن يقتنع بآرائه.. ولكم تحياتي