أثرى المشاركون في «بيت الخير» بالجنادرية 33، الزوار بالمعلومات التي تمثل البيئة البحرية والمصطلحات المستخدمة داخل المركب الراسي في بحيرة في ركن من أركان ساحة «بيت الخير» من خلال شرح مفصل عن عملية الغوص وما يقوم به الغواص من أعمال لجمع المحار من قاع البحر تمهيدا لاستخراج اللؤلؤ.
وكان الغواص يغوص في البحر لمدة دقيقتين ويوضع حبل به ثقل لمساعدته في الغوص بسرعة وتسمى هذه العملية بـ «زيبل» بينما يربط في خصره حبل يتدلى من السفينة يسمى «السيب» ويعطي الغواص إشارة على الانتهاء لسحبه بسرعة عالية.
وتبلغ المسافة التي ينزل إليها الغواص من 14 إلى 20 مترا وكانت تقاس بالباع وهو من أطراف الأصابع إلى الكتف وقبل نزوله تتم عملية قياس العمق بربط حبل فيه ثقل حتى يعرف الغواص المسافة وتعرف هذه المرحلة بالبوع.
والنوخذة وهو قائد السفينة يُنزل أكثر من غواص وبعد خروجهم من البحر يضع كل غواص ما حصل عليه من محارات على حدة وتعطى مكافأة لأفضل غواص تسمى قلاطة.
وتربط في عنق الغواص سلة يجمع فيها المحار يطلق عليها الديين وتستغرق الرحلة البحرية قرابة أربعة شهور وعشرة أيام وتكون في الصيف نظرا لخطورة الإبحار في الشتاء وكثرة المحار في الصيف.
وتسمى أماكن جمع المحار بالهير والنوخذة هو الوحيد الذي يعرف هذه الأماكن من خلال الممارسة أو الفطرة ولها مسارات وخرائط بحرية في ذهن النوخذة الذي يعرف التضاريس داخل البحر لتجنب الاصطدام بها وتسمى التضاريس العالية بالقصاصير.
وعن الأكل مدة الرحلة يعتمد البحارة على التمر والقهوة والماء في الصبح والوجبة الثانية بعد العصر تسمى محمر وهي أرز مع دبس التمر لإعطاء طاقة أعلى للبحار ويقلل العطش مع ادام من السمك يصطاد من البحر.
ويبلغ عدد البحارة على السفينة في الرحلة من 40 إلى 50 فردا حسب حجم السفينة التي تسمى البوم ولكل فرد وظيفة خاصة به ومسمى خاص، منها النوخذة وهو قائد السفينة، وسكويني وهو المسؤول عن مرسى السفينة بعد إقلاعها، والغيص وهو الغواص، والمجدمي وهو نائب النوخذة والمسئول عن كل أفراد السفينة، والسيب الذي يرفع الغواص من قاع البحر، والضيف مساعد السيب، والتباب يخدم السفينة والعاملين فيها بدون مقابل ويعطيه الطواش مالك السفينة ما يسمى حاليا بالإكرامية.
وفي الليل تبدأ الأهازيج لتسلية البحارة حتى ينام الجميع على سطح السفينة ويقوم بهذا العمل النهام وهو المنشد الذي يقدم أهازيج مختلفة تتنوع بتنوع الأعمال على ظهر السفينة حيث هناك أهازيج لسحب الشراع مثل يالله يالله وعند التجديف هو يامال ويتميز النهام بصوته الشجي والجهوري وقدرته على الحفظ.
وعندما تنقطع المونة داخل السفينة وهم في عرض البحر يعلق النوخذة على الدقل وهو عمود في وسط السفينة، قطعة من جلد خروف أسود أو بشت أسود وهي علامة تستجيب لها سفينة أخرى تسمى الراوية وهي كالبقالة المتنقلة في وسط البحر.
ويقدم المعلومات للزوار عدد من كبار السن الذين مارسوا هذه المهنة ويستمتعون بنقلها لزوار بيت الخير.
