ترى من هو الذي باع فلسطين؟، المملكة بمواقفها الثابتة، أم إيران التي تتاجر بها باسم المقاومة؟.
لا بد أن أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله، ومجموعة المقاومين والممانعين قد قرأوا تصريحات السيد محمد جواد ظريف وزير خارجية طهران، وتصريحاته التي أدلى بها في مقابلة خاصة مع مجلة «لي بوينت» الفرنسية ونشرتها الإثنين الفائت، وتحديدا ما يتصل بإجابته عن الاتهامات بأن بلاده تسعى إلى محو إسرائيل؟، حيث نفى الوزير الإيراني هذه الاتهامات، وقال: إن التصريحات التي سبق وأن أدلى بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عام 2007م حول محو إسرائيل من الخريطة، إنما كان حينها يكرر كلمات الخميني، موضحا أن الخميني قد قال: إن السياسات الإسرائيلية الوحشية ستؤدي إلى تدميرها، ولم يقل أن إيران هي من سيقوم بذلك. ولكن ظريف الذي لحس التصريحات السابقة، لم يأتِ على التصريح الأخير في نوفمبر الماضي حينما وجهت طهران تهديدا إلى إسرائيل «بتسوية تل أبيب بالأرض» في حال تعرضها لهجوم من الجانب الإسرائيلي، وذلك ردا على ما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر ميونيخ الأمني، حيث جاء التهديد هذه المرة على لسان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي في مهرجان نظمه الحرس الثوري قائلا: «نقول: له (نتنياهو) إنه في حال أقدمت إسرائيل على أصغر تحرك ضد إيران، فإننا سنسوي تل أبيب بالأرض، ولن نتيح له فرصة الهروب».
وهنا علينا أن نلاحظ إن إيران حينما تخاطب الإعلام العربي، والجمهور العربي فإنها تصب جام غضبها على إسرائيل، وتدعي أنها ستمحوها عن الخريطة، لكنها حينما تخاطب الإعلام الغربي فإن الأمر يختلف، بل إنها ستتنكر حتى لمقولات إمامها الخميني، والتي استخدمها كشعارات لتثبيت أقدامه على كرسي السلطة، وهكذا يتم بيع الشعارات الفارغة على السذج من العرب المخدوعين بإيران، والمتوهمين أنها هي من يحمل لواء تحرير فلسطين، فيما هم في واقع الأمر، يتوددون لتل أبيب، وكأنهم فقط يخشون أن تؤدي بعض سياساتها إلى إيقاع الأذى بها!، ويتبرأون من تهمة محو إسرائيل، وسيجدون لأنفسهم كل الذرائع من خلال مواقفهم على مر التاريخ، والتي لم تسئ إليها أو تتعرض لأمنها.
ترى من هو الذي باع فلسطين؟، المملكة بمواقفها الثابتة، أم إيران التي تتاجر بها باسم المقاومة؟.
ترى من هو الذي باع فلسطين؟، المملكة بمواقفها الثابتة، أم إيران التي تتاجر بها باسم المقاومة؟.