قبل عدة أيام تلقيت أكثر من عتب من زملاء يسألون بكلمات فحواها «ليش ساكت هالأيام وليش ما تكتب وتتحدث مع الإعلام الغربي».. وأحد هؤلاء اسمه «بخيت الزهراني»، وهو شخص لا أعرفه سوى من تغريداته. وبالطبع فعتبهم مقبول، ولهم الحق في السؤال، ففي نهاية المطاف الكل غيور ومحب لهذا الوطن، ويحزنهم ما يرونه من هجمات ممنهجة ضد المملكة، ويرغبون في الرد؛ لإسكات الأقلام المأجورة، وتوضيح وجهات النظر السعودية... ولكن عدم مشاركتي هذه الأيام بالكتابة أو المقابلات التلفزيونية في الغرب فيرجع لأسباب شخصية.
أما قصتي مع الإعلام الأمريكي وقوة تأثيره فقد بدأت معي منذ وقت طويل. ففي العام 1974م ذكر لنا مدرس اللغة الإنجليزية في الصفوف الثانوية «جيمس باتريك لي» أن أخطر سلاح في العالم هو الآلة الإعلامية الأمريكية. وبعد عدة شهور من تخرجي في الثانوية كنت من ضمن المبتعثين على حساب القوات البحرية الملكية السعودية إلى أمريكا، ليتضح لي قوة تأثير الإعلام الأمريكي من خلال برامج إخبارية مثل: «واجه الأمة -- 60 دقيقة -- قابل الصحافة». ولهذا السبب بدأت الكتابة في جريدة «بورت هول» التي تصدرها الكلية التي أدرس فيها. وفي بداية عام 1978م اقترح أحد إداريي الجامعة وأحد محرري جريدة «النيويوك تايمز» أن أكتب مقالات متفرقة أو في صفحة الرأي عن المملكة والمنطقة، وذلك بسبب عدم وجود كتاب من المنطقة في وقت كانوا يبحثون عن أي كاتب من الشرق الأوسط. وهذه الرغبة من الجريدة أتت بعد الأحداث التي صاحبت زيارة شاه إيران محمد رضا بهلوي إلى واشنطن في نوفمبر 1977م وهو وقت كانت الصحف الأمريكية ترغب في معرفة المزيد حول الغليان في الشارع الإيراني، إضافة إلى رغبتهم في معرفة تأثير ما يجري في إيران على المنطقة. ولكن ورغم المغريات المادية، إلا أنني، اضطررت للرفض لأسباب كثيرة ومنها نوع تأشيرة دخولي لأمريكا.