وبطبيعة حال المهرجان الوطني (الجنادرية) من كل عام فإنه يستضيف دولة صديقة تشارك المملكة في فعالياتها تكون هي ضيفة شرف المهرجان تتواجد فيه وتقدم فيه تراثها وثقافتها وفعالياتها، وضيفتنا لهذا العام هي دولة إندونيسيا الإسلامية الشقيقة، مزيج جميل ورائع وراقٍ يقدمه المهرجان لزواره من خلال تنوع الثقافات الإسلامية والعربية والخليجية والفعاليات التي يراها الزائر لتتلمس جميع الأذواق فيتنقل بينها ويتعرف عليها عن قرب، مكان يجد الزائر فيه سواء الصغير أو الكبير المتعة والفائدة، وما أجمل مصادفة توقيته هذا العام، إذ يصادف إجازة منتصف العام الدراسي، فهو فرصة مناسبة لجميع أفراد الأسرة للذهاب للمتعة والفائدة.
المتابع للمهرجان يجد التطور والتنوع الذي شهده على مدى عقوده الماضية من خلال ازدياد الأجنحة المشاركة وإقامة المحاضرات والأمسيات الشعرية، وازدياد أعداد الفعاليات المصاحبة والعروض والأزياء الشعبية والفلكلورية والفنون التشكيلية والمسابقات المختلفة، كمسابقة القرآن الكريم وسباقات الهجن والفروسية واحتوائه على معرض للكتاب ومركز للوثائق والصور وارتفاع أعداد الزوار، وما يزخر به من إبداعات متنوعة ومختلفة من كل مناطق المملكة من وسطها ومن شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، تقدم تراث وثقافة المنطقة التي ينتمي إليها، مما يتيح للجميع التعرف على كل الثقافات والعادات في مكان واحد يجمعها، ليس ذلك فحسب ولكن أيضا يستعرض إنجازات مملكتنا والتطور الذي شهدته مختلف المجالات على جميع الأصعدة، من خلال إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين تلك الإنجازات الحضارية، وتشجيع اكتشاف هذا التراث الشعبي وبلورته بالصياغة وتوظيفه في أعمال أدبية وفنية ناجحة.
من خلال هذا الحدث تبرز رسالة مهرجان الجنادرية للعالم أجمع والتي يحرص الحرس الوطني على إظهارها، وهي التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ وخدمة المجتمع السعودي في الدفاع عن هذا الوطن وعقيدته وأمنه واستقراره.