لا تخلو مدينة من مدن المملكة من حدائق عامة ساهم القطاع الخاص في تأسيسها.. لكنها المرة الأولى التي تنشأ حديقة عامة مناسبة لاحتياجات ذوي الإعاقة بمختلف أنواعها (الحركية والذهنية والحسية)، ومتماشية مع متطلبات الأطفال الأصحاء. هذه الحديقة تقع في مدينة الخبر كمبادرة طيبة من مبادرات المهيدب لخدمة المجتمع، وقد تم تصميمها وفق المعايير السبعة المناسبة لذوي الإعاقة. مع اختيار الألعاب المناسبة لكافة حالات الإعاقة.
صحيح أننا مجتمع طيب وعاطفي ومحب للأطفال، إلا أن الكثير ممن ليس لديهم أطفال معاقون لا يشعرون بقيمة هذه المبادرة، ولا بأهمية وجود ألعاب تتناسب مع إمكانات الأطفال المعاقين. فجودة الحياة التي تكرر الحديث عنها هذه الأيام والتي أشارت لها رؤية المملكة 2030، لا تعني جودة الحياة للأصحاء وتجاهلها لذوي الإعاقات. ومن هنا تبرز أهمية هذه المبادرة التي تساهم في منح الطفل المعاق لحظات سعادة يحلم بها وأمنيات لطالما تطلع لتحقيقها. فهي تدمج هؤلاء الأطفال مع الأطفال الأصحاء لبناء قيم التعايش والمحبة بين كل الفئات مهما اختلفت قدراتهم أو ظروفهم الصحية تحت عنوان عريض هو «نلعب معا».
الحماس الذي أبداه أولياء أمور الأطفال المعاقين ومشاركة أطفالهم في تلك التجربة الثرية هو أجمل ما في هذه القصة. فقد كان تجاوبهم وحماسهم لمشاركة أطفالهم وإشراكهم في المبادرة منقطع النظير وفاق كل التوقعات. ساعدهم في ذلك أن الألعاب تشاركية تنمي حس الدمج بين الأطفال.
الكاتب مهما حاول إلا أنه لن يستطيع نقل الصورة الحقيقية لما يلمسه من ردود أفعال الأطفال المعاقين وهم يمارسون اللعب بكل فرح وانسجام. أحدهم عبر عن فرحه بكلمات طفولية كلها براءة أسعدت كل من سمعها، وآخر كان مبتسما طوال تواجده في الحديقة، وثالث مندهش وغير مصدق بأن هناك أطفالا مثله يلعبون معه ويمرحون. لقد زرعت هذه المبادرة ابتسامات لن أنساها أبدا. شكرا للمهيدب.. ولكم تحياتي.