تدشين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع المرحلة الأولى من مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة «سبارك» بالمنطقة الشرقية يدخل ضمن المشروعات العملاقة التي بدأت بها المملكة رؤيتها الطموح 2030، وسوف يتم تطوير هذه المدينة التي تضاف إلى سلسلة من القلاع الصناعية الكبرى بالمملكة خلال ثلاث مراحل على مساحة إجمالية تبلغ 50 كيلو مترا مربعا، ومن المتوقع أن تساهم هذه المدينة بأكثر من 6 مليارات دولار في الناتج المحلي الإجمالي وتتيح الفرصة لمائة ألف وظيفة عمل مباشرة وغير مباشرة، وهذه المدينة هي من المدن الصناعية المتكاملة التي تشمل عدة ورش ومنطقة لوجستية وتتداخل معها سلسلة من المناطق السكنية والتعليمية والتجارية النابضة بالحياة، كما أن المدينة عند استكمالها سوف تستوعب 15 ألف وحدة سكنية تضم شققا وفللا ومجمعات و400 غرفة فندقية ومرافق تعليمية ذات جودة عالية، ووحدات ضيافة ومجمعا صحيا ومدارس ومرافق ترفيهية ومرافق لإقامة الموظفين لدعم المتطلبات الصناعية، وسيتم بموجب التفاصيل المعدة لإنشاء المدينة إنشاء مركز إدارة وعقارات تجارية ومكاتب ومطاعم ومتاجر تجزئة، وعشرة مراكز تدريب متخصصة لخدمة احتياجات القوى العاملة المتزايدة في المدينة.
والمدينة استنادا إلى تلك التفاصيل تنقسم إلى 5 مناطق متخصصة لتطوير سلسلة القيمة المتكاملة لسلع وخدمات الطاقة وهي التصنيع العام والكهرباء والأجهزة والسوائل والمواد الكيماوية ومعالجة المعادن، وسوف تتوافر فيها منصة لوجستية متصلة بخطوط السكك الحديدية المستقبلية المطروحة ضمن مشروعات دول مجلس التعاون الخليجي، والمدينة تقدم سلسلة واسعة من الخدمات باحتوائها على الميناء الجاف ومنطقة التفتيش الجمركية والمستودعات الخاصة، وسوف يستوعب ميناء المدينة 8 ملايين طن مترى عند انتهاء الأشغال فيه، ولا شك أن هذه المدينة العملاقة هي ثمرة توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وتمثل واحدة من مشروعات الخير والنماء لهذا الوطن المعطاء، وتضيف دفعة جديدة لعملية التطور التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات والميادين النهضوية المباركة.
ويمثل هذا المشروع قفزة صناعية جديدة من القفزات النوعية التي تشهدها المملكة وهي تقوم بإنفاذ رؤيتها الطموح 2030 والتي ستصبح بموجبها دولة صناعية كبرى تضاهي بمشروعاتها العملاقة كبريات الدول المتقدمة في العالم، وهذا ما يجري على أرض الواقع في هذا الوطن الآمن المستقر، بفضل الله ثم بدعم لا محدود من القيادة الرشيدة لكافة القطاعات بما فيها القطاع الصناعي.
وبإنشاء هذه المدينة الحضارية فإن المملكة تستشرف مستقبلها الواعد المأمول في إقامة قلاع صناعية كبرى ذات خدمات جليلة لمراحل نموها المتصاعد.