سواعد سعودية
وقال الفلكي ملهم محمد هندي من قسم العلوم الفلكية بجامعة الملك عبدالعزيز: «أطلقت المملكة صباح أمس أحدث الأقمار الصناعية السعودية (سعودي سات-5 ) الذي بُني بسواعد سعودية من مراحل التصميم والتطوير في معامل المركز الوطني لتقنية الأقمار الصناعية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. والنظام يتكون من قمرين صناعيين (سعودي سات-5-أ) و(سعودي سات-5-ب) ومهمتهما الأساسية الاستطلاع الفضائي للأرض. ويتميز القمران السعوديان بتقنيات استشعار وتصوير عالية الدقة تصل في دقتها إلى نصف متر وهذه الدقة غير متاحة إلا للدول المتقدمة في علوم الفضاء مما يسهل تقديم خدمات في مجالات عدة مدنية وعسكرية، منها رصد الغطاء النباتي والعمراني ومراقبة التحركات على حدود المملكة، حيث تم وضع الأقمار الصناعية على مدار منخفض بالنسبة للأرض على ارتفاع 540 كلم عن سطح الأرض، مما يتيح للأقمار إمكانية التصوير بدقة وتغطية كامل أراضي المملكة، وسيتم التحكم بالقمرين الصناعيين مباشرة من مركز تحكم في مدينة الرياض مما يتيح استقلالية تامة في التوجيه والرصد والمتابعة».
صناعة الفضاء
وأضاف هندي: «سعودي سات 5 هو خلاصة جهود المملكة في الوصول لمكانة في صناعة الفضاء التي بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما صعد للفضاء أول عربي ومسلم وهو رائد الفضاء الأمير سلطان بن سلمان، واستمر برنامج الفضاء السعودي خلال 30 عاما بريادة عربية وإسلامية حيث تمتلك السعودية 13 قمرا صناعيا تم إطلاقها للفضاء في مجالات مختلفة وسنصل في نهاية عام 2018 إلى 18 قمرا صناعيا بإرسال قمر سعودية للاتصالات في النطاق العريض (KA SGS-1)، وبرنامج المملكة للفضاء يشهد تطورا سريعا في ظل رؤية 2030 توج مؤخرا باتفاقيات عالمية مع أهم صناع الفضاء في العالم من الصين وروسيا وأمريكا، وهذا سيعزز من مكانة المملكة وتوطين صناعة الفضاء محليا وإقليمياً، فصناعة الفضاء مطلب استراتيجي ووطني لامتلاك الفضاء كما نمتلك الأرض».
13 قمرا
من جانبه قال رئيس جمعية آفاق لعلوم الفضاء بالطائف د. شرف بن رفود السفياني: «دخول المملكة ضمن منظومة الدول المسيطرة في الفضاء لأمر يبعث بالفخر والاعتزاز، وعندما نرى أبناء وطننا المعطاء يمتطون صهوة السماء ويحلقون عاليا في مصاف الدول المتقدمة، فهذه الخطوة عظيمة والتي شاهدها العالم بإطلاق قمرين صناعيين سات 5 A وسات 5 B وانضمامهما إلى قافلة الأقمار الصناعية السعودية ليصل العدد إلى قرابة 13 قمرا، لتخدم مجالات الأبحاث والطقس والاتصالات والبث وغيرها ضمن أقمار الاستشعار عن بعد، ونبارك بهذه المناسبة لقيادتنا الرشيدة وللشعب السعودي كافة وللعالم العربي هذا الإنجاز، ونتطلع إلى المزيد من التقدم في مجال الفضاء من إنشاء وكالة فضاء سعودية وإطلاق المسابير بعيدة المدى لاكتشاف الفضاء الخارجي وخارج منظومتنا الشمسية، فأبناء الوطن يملكون الكثير من القدرات والعقول الجبارة، ويحتاجون الأرضية المناسبة والدعم اللازم، كما نشكر القائمين على برامج الفضاء ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على ما بذلوه من جهد وعطاء».
