من معايير تقييم ونجاح المدن مبدأ مرونة المدن (resilience). ويمكن تعريفها على أنها قدرة المدينة على الصمود أو العودة إلى الوضع الطبيعي بشكل سريع. أي أنها القدرة قابلة القياس للمنظومة الحضرية وسكانها في المحافظة على الاستمرارية رغم الأزمات، بينما تتكيف بشكل إيجابي وتتحول باتجاه الاستدامة.
وبينما تسعى المدن للمرونة فإن الإستراتيجيات التي تتبناها تختلف من مدينة لأخرى. فالمرونة قد تعني التعامل مع السيول أو ارتفاع نسب الجرائم أو قلة المساكن، وقد تعني التنمية الاقتصادية أو العدالة الاجتماعية، وهي بالتأكيد تتقاطع بشكل واسع مع مفهوم جودة الحياة. مرونة المدينة التي تسعى لها هي نابعة من السياق البيئي والحضري والاجتماعي والاقتصادي الخاص فيها، وتترجم هذه الإستراتيجيات إلى مشاريع تحل أكثر من تحد في نفس الوقت.
من خصائص المدن المرنة أنها تتعلم من التجارب السابقة وتجد البدائل في استخدام مواردها، ولديها أنظمة قوية ومدروسة، ولديها احتياطات تفوق الحاجة الآنية تحسبا للطوارئ. كذلك يفترض أن تتعامل بمرونة مع الظروف المتغيرة وتتحلى بشمولية المشاركين في اتخاذ القرار وتكون ذات مؤسسات تكاملية.
الحلول والتصاميم التي تطبق في مدننا لم تتغير كثيرا عبر العقود الأربعة الماضية، بينما الاحتياج تضاعف والظروف اختلفت. لم يعد من المناسب محاولة تغطية المدينة بحلول قديمة تتعدى إمكانيات التنفيذ والتشغيل.
هل تتحلى مدننا بالمرونة بالنظر إلى الخصائص المطلوبة؟ قد تتفاوت المراكز الحضرية في ذلك، ولكنها لا تلبي طموحنا. نحتاج حلولا إبداعية لجعل مدننا تتحلى بالمرونة.
[email protected]