ورغم أنه لن يضيرنا كل هذا الخوض مهما اشتد سواده وقبحه وانحطاطه، لكن يجب أن نعترف أن هنالك ثغرة نحن تركناها بأيدينا، وهي غياب مادة التحليل السياسي والاقتصادي الاحترافي عن إعلامنا بكل مستوياته، أين أساتذة أقسام السياسة والاقتصاد في جامعاتنا عن هذه المسؤولية؟، أين دور الصحف، ومراكز البحوث في تقديم هؤلاء للتصدي لذلك السعار؟.
في سياق هذا السعار الإعلامي الصفيق الذي تتعرض له المملكة، هذا السعار الذي يستبق كل وقائع القضية التي يحوم حولها فيما أعينه على أمور أخرى لا صلة له بها البتة، بحيث يضع الكلام على الشفاه، ويستنطق الصمت، ويحاكم النوايا، ويؤول الإشارات، هذا السعار الذي يكاد ينهش في كل شيء، ولا يتبرأ من أي شيء، المهم أن يصل إلى إدانة هذه البلاد بأي شكل، وبأي ثمن، وبأي أداة، حتى ولو كانت أداته الكذب والزيف والتلفيق وضياع الحجة. هذا السعار، وبعيدا عن مزاعم البحث عن الحقيقة، يكشف حالة نفسية واحدة، وهي حجم الغيظ الذي يسكن تلك النفوس المريضة، جراء استقرار هذه البلاد، وإيمانها بقياداتها، ووحدة موقفها، وعدم وجود أي فرصة لاختراقها بأي حيلة، ثم يكشف في نفس الوقت حجم الغل الذي نبت واستشرى في تلك النفوس العليلة، وهي ترى هذا المشهد الذي يزداد صلابة، ومتانة، وقوة في الوطن الذي طالما تبرعوا بوصفه بأدنى ما في قواميسهم الشتائمية، في الوقت الذي تتمزق من حوله أكثر الأنظمة تحت وطأة عواصف التململ والافتقار، كيف يكون هذا؟، ولماذا يكون هذا؟، وقد بلغ الغيظ والغل عند بعضهم مبلغه فخرج عن طوره ليعلن بلا خجل إلى أي مدى بلغ به ذلك المرض.
أي عاقل، يدرك أنه من المعيب الحديث عن قضية لا تزال منظورة لدى الادعاء ودوائر التحقيق والقضاء، فما بالكم بإصدار الأحكام الاستباقية، فكيف وهذا الإعلام يغفو ويفيق عليها، وإن شحت الأحداث الجديدة اخترع لها ما يلائمها على ألسنة ضيوفه الدائمين الذين يستثمرون في مثل هذه الحكايات بملكاتهم في الفبركة والتزييف والكذب، فيقيمون في إستديوهات تلك القنوات، ليكونوا أبدا على أهبة الاستعداد لضخ خبراتهم وصديدهم في الغل للمملكة، وبالتالي الردح لكل ما هو سعودي، لا سيما وأن الغاية النهائية هي إدانة هذا الوطن وقياداته وأهله.
ورغم أنه لن يضيرنا كل هذا الخوض مهما اشتد سواده وقبحه وانحطاطه، لكن يجب أن نعترف أن هنالك ثغرة نحن تركناها بأيدينا، وهي غياب مادة التحليل السياسي والاقتصادي الاحترافي عن إعلامنا بكل مستوياته، أين أساتذة أقسام السياسة والاقتصاد في جامعاتنا عن هذه المسؤولية؟، أين دور الصحف، ومراكز البحوث في تقديم هؤلاء للتصدي لذلك السعار؟.
ورغم أنه لن يضيرنا كل هذا الخوض مهما اشتد سواده وقبحه وانحطاطه، لكن يجب أن نعترف أن هنالك ثغرة نحن تركناها بأيدينا، وهي غياب مادة التحليل السياسي والاقتصادي الاحترافي عن إعلامنا بكل مستوياته، أين أساتذة أقسام السياسة والاقتصاد في جامعاتنا عن هذه المسؤولية؟، أين دور الصحف، ومراكز البحوث في تقديم هؤلاء للتصدي لذلك السعار؟.