أتذكر ما تم تداوله من سنوات عن مكعبات الأغذية وملح الطعام والسكر المكرر والخل الصناعي، وقس على ذلك الكثير وأنها تدمر الصحة وتسبب الكسل والأمراض ولا يوجد حتى الآن ما يثبت ذلك علميا أو ينفي، وللأسف ظهرت في ظل هذه الشائعات الكثير من البدائل التي تقول إنها البديل المناسب ونحن نقبل عليها على اعتبار أنها أفضل صحيا بدون دليل علمي وهكذا نحن نأكل حسب الشائعات ونتوقف حسب الشائعات.
الخطير في الموضوع إذا كانت هذه الفبركات من صنع شركات الدعاية والإعلان وهي التي توجهنا ماذا نأكل وماذا نلبس؟ بمعنى أن الموضوع قائم على التسويق بغض النظر عن سلامة المستهلك.
أثير مؤخرا موضوع الزيتون الأسود حيث تحدث أحد الأشخاص ممن عرف عن نفسه أنه خبير، وذكر أن الزيتون الأسود يتم غشه من خلال صبغه بمادة تستخدم في تلميع الأحذية وهي مسببة للسرطان، مشيرا إلى أن الزيتون الأسود يحتاج إلى فترة طويلة للنضج بشكل طبيعي لكن بعض المزارعين من ضعاف النفوس يقومون بصبغه باللون الأسود حتى يقوموا ببيعه بدلا من الانتظار شهرين أو ثلاثة حتى ينضج، مما سبب ضجة وبلبلة في أوساط الناس لأن هذا الغذاء يعتبر من الأساسيات على الموائد بشكل يومي.
الجديد في هذا الموضوع هو الرد السريع من هيئة الغذاء والدواء التي أكدت أن ثمار الزيتون تمر بمراحل نضج يختلف فيها لونها من الأخضر إلى الخمري أو البني ثم الأسود عند النضج الكامل أو قبله بقليل، وأضافت إنه في حال قطف الزيتون قبل نضجه تجري معالجته بطرق تصنيعية مختلفة تسرع عملية النضج والأكسدة فيتحول لون الزيتون إلى الأسود دون أن يؤثر ذلك على سلامته.
سرعة تجاوب هيئة الغذاء والدواء مشكورة، قطعت الإشاعات حول هذا الموضوع لكن يوجد العشرات من الأقاويل المتداولة حول الأغذية لم نجد لها جوابا منذ سنوات، أتمنى من هذه الجهة المتخصصة والموثوقة أن تبادر بالحديث عنها أو تخصيص موقع يتم من خلاله الرد على تساؤلات المواطن والمقيم فيما يتعلق بعاداتنا الغذائية.