وقد قدمت السعودية للعالم العربي والإسلامي والدولي الكثير من الدعم المعنوي والإنساني والمادي والمواقف الثابتة لكثير من الدول، ويمكن الرجوع إلى قائمة الدول المانحة والمواقف المشرفة في هيئة الأمم المتحدة لتجد السعودية تتصدر الدول سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وهي لا تمن بتلك المواقف على أحد، ولكن لا بد من تذكير الغافل والجاهل والمخطئ. وقد كانت وما زالت يدا سباقة وكريمة في كثير من الميادين على المستوى العربي والإسلامي والإنساني، والكل يشهد لها بذلك إلا من عمي قلبه وبصيرته عن الحقائق.
وبمناسبة الحديث عن الإعلام، فإن يوم 24 أكتوبر (تشرين الأول) من هذا الشهر يوافق اليوم العالمي للإعلام الإنمائي، وقد حددت الجمعية العامة ذلك اليوم منذ 1972م، وهو من ضمن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. والسعودية كانت دائما من الأوائل في العمل الإنمائي والإنساني لكثير من الدول بسبب مكانتها العربية والإسلامية والإنسانية. وتلك أيضا من أهداف الرؤية السعودية 2030 والتي منها أن تكون العمق العربي والإسلامي.
والإعلام رسالة مهمة على مدى العصور، واليوم أصبح الحدث والخبر يصل إلى كل ركن من أركان كل بيت بسبب وسائل التقنية الحديثة، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي. وعلينا أن نكون أكثر حذرا وفطنة فيما نقول ونكتب وننقل عبر تلك الوسائل خصوصا وسائل التواصل الاجتماعي وألا نكون كحاطب الليل ننقل بلا عقل ولا روية. فليس كل ما يروج حقيقة، وليست كل صورة هي واقعية، بل قد تكون مفبركة بإتقان وحرفية، وحتى المقاطع المرئية أصبح بالإمكان التلاعب بها وتعديلها كأنها حقيقة ناصعة.
وهنا يأتي دور الوعي لدى الإنسان في أن يتثبت قبل نقل الأخبار والأحاديث والشائعات والأراجيف، وذلك ولاشك واجب ديني ووطني وأخلاقي. وديننا الحنيف جاء واضحا وصريحا في مثل هذه القضايا، فالآيات والأحاديث مستفيضة في هذا الشأن ومنها قوله عز وجل: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ». والندم يأتي من التسرع في النقل والسير وراء كل ناعق. بل علينا التنبه ألا يصبح الإنسان مطية لكل ما يقال ويروى. والحديث النبوي يقول: « كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع».
وليكن دورنا هو النقل المؤكد من المصادر الموثوقة والرسمية، وأن ننقل ما هو مفيد ونافع، وأن يكون إيجابيا وإنمائيا للمجتمع (بمناسبة اليوم العالمي للإعلام الإنمائي). وكل يوم هو يوم مناسب للوطن لننقل عنه صورة أكثر إشراقا وتفاؤلا لمجتمعنا خاصة والمجتمع العربي والإسلامي عامة.
واليوم أصبح كل شخص محطة إعلامية مستقلة ومتنقلة بواسطة جواله وبمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي، فلننقل ما يكتب لنا لا علينا، وما ينفعنا وبلادنا لا ما يضرنا. ولندع عنا وكالة (قالوا ويقولون) ومن كان على شاكلتهم، فالقافلة تسير وستظل تسير بإذن الله إلى رؤية واضحة وإلى ما ينفع العباد والبلاد.