منصة العروض تستضيف المصممين والعلماء والفنانين والموسيقيين وغيرهم الكثير ليس فقط لعرض تجاربهم بل لبذر بذور الإلهام. سعدت كثيرا بامتلاء مسرح يستوعب ١٠٠٠ زائر فأحد مخاوف المنظمين عادة تكمن في قلة الإقبال، ولكن ما رأيته فعلا هو أن هناك تعطشا لمثل هذه الفعاليات التي تغذي الفضول والابتكار وتسمح لجميع فئات المجتمع أن يجدوا متسعا من المجال ليغذوا فكرهم ويجدوا منصات تشجعهم على تتبع شغفهم.
ميزة تنوين أنه يظهر لنا الإبداع من خلال مجال متنوع حيث يضم الفن التفاعلي الذي يدعونا لإعادة النظر في المفاهيم. فمثلا نجد أمام المدخل جدار حركي قد يبدو غريبا. فتحته ضيقة ولا تبدو كأنها تسع لمرور شخص ولكن بمجرد الدخول بالخطوة الأولى يستجيب ليتسع تماشيا مع حركة الإنسان. من خلال هذه التجربة التي ترى عنصرا معماريا كالجدار ثابتا يتغير مع حركة الإنسان نبدأ باستجواب محيطنا الثابت. ماذا لو كانت بيئتنا أكثر تفاعلا؟ ما الذي نريد أن نراه وكيف يمكنها أن تلبي احتياجاتنا الشخصية من خلال الاستجابة الفردية؟
المعرض الفني يحوي قطعا وتراكيب تعتمد على العلم والذكاء واللعب والفهم العميق. تدعو للتفاعل من خلال الواقع الافتراضي والحركة. أما ورش العمل فتتناول مواضيع مثل التصميم من أجل السعادة وحتى استخدام الواقع الافتراضي في العمليات الجراحية.
مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي حاضن للثقافات العالمية وآخر المستجدات من حول العالم. لذلك استضاف الخبراء والرواد والمصممين والفنانين العالميين، كل في مجاله. والنتيجة خليط من علوم المؤتمرات وفن المتاحف وتجارب ورش العمل دون أن تكون جافة وبعيدة عن متناول الزوار، بل بالعكس وهذا مدلل بحجم التفاعل والزيارة وكمية الابتسامات التي رأيتها في مكان واحد. والأجمل من ذلك أن الحدث عائلي ويستقطب الفئات العمرية من الطفل وحتى كبير السن.
إن كانت هناك عضلة إبداعية فإن تنوين ينشطها ويقويها. بدأ الموسم قبل أيام وسيستمر إلى ٢٧ أكتوبر ليقدم منصة للعروض وورش العمل والمعارض. على مدى ١٧ يوما تعزز "إثراء" مكانتها كمركز للإبداع في برنامج قوي ومتنوع. فهل أنت مستعد لزعزعة مفاهيمك وتعدي الحدود؟