لستُ اقتصاديا، ولا أدّعي أنني أفهم حتى في أبجدياته، لكنني فقط أستغرب معايير مؤسسة دولية كبرى في قياس نمو الناتج المحلي بهذه الصورة التي تتعامل مع النمو كما لو كان مجرد رقم بصرف النظر عن أثره على المجتمع، وكأنها تبرّئ الصراع والاقتتال من التأثير على النمو الذي حاول السيد سلامة إعادة الربط بينهما ليصبح لتلك الأولوية معنى يمكن أن يعتدّ به، وإلا فإنها ستكون بالنتيجة أولوية لا قيمة لها، مما يفقد الصندوق مصداقيته كما حدث عام 1996م، حينما وصف الاقتصاد التايلندي بأنه اقتصاد واعد، حسبما جاء في الكتاب المهم جدا «الثروة واقتصاد المعرفة» للزوجين «ألفين وهايدي توفلر»، من منشورات دار جامعة الملك سعود 2008م، حيث انهار الاقتصاد التايلندي بعد ستة أشهر فقط من إشادة الصندوق!.
فاجأ صندوق النقد الدولي العالم بأسره في آخر تقاريره للعام الجاري بإعلان ليبيا في المرتبة الأولى عالميا في نمو الناتج المحلي، وأشار التقرير إلى أن اقتصاد ليبيا التي تعيش صراعا داميا منذ سنوات قد بلغ نموه خلال العام الجاري نسبة 16.4%، والتقرير يربط هذا النمو المذهل بارتفاع أسعار البترول، وكفاءة عمليات التشغيل وتطور الإنتاج، وإيرادات بيع النفط والغاز. السؤال اللغز: كيف يكون هذا في بلد لا تزال تمزقه الصراعات، ويعاني الكثير من التدخلات حيث يتعدد اللاعبون على الساحة الليبية، ولا تكاد تلتقي طرابلس ببنغازي إلا في تنقلات المفوضين الأمميين في مساعيهم المكوكية لنزع الفتيل؟.
غسان سلامة مندوب الأمم المتحدة إلى ليبيا، كان له رأي آخر في هذا الموضوع الذي قد يوحي بأن النمو الاقتصادي لا علاقة له بالاستقرار، ولا بالنزاعات، أو قد يشي بأن الصندوق ليس معنيا في قياساته للنمو سوى بلغة الأرقام المجردة بعيدا عن التنمية، وهي معادلة غريبة، وغريبة جدا. سلامة انتقد بشدة سوء الخدمات في ليبيا، وقال في حديث لليبيين: «لديكم موارد كويتية، وحياة صومالية، وهذا أمر غير طبيعي»، وأضاف: إن ليبيا تمتلك فعلا ثروات هائلة، بينما يوجد فيها 360 مدرسة من الصفيح، كما لم تبن أي مدرسة جديدة منذ العام 1988م، ومنذ العام 2011م لم يصرف دينار واحد على صيانة المنشآت، مشيرا إلى أن هنالك جسورا قد تنهار بين لحظة وأخرى نتيجة عدم الصيانة، إلى غير ذلك من الانتقادات الموضوعية التي تناولها الوسيط الدولي.
لستُ اقتصاديا، ولا أدّعي أنني أفهم حتى في أبجدياته، لكنني فقط أستغرب معايير مؤسسة دولية كبرى في قياس نمو الناتج المحلي بهذه الصورة التي تتعامل مع النمو كما لو كان مجرد رقم بصرف النظر عن أثره على المجتمع، وكأنها تبرّئ الصراع والاقتتال من التأثير على النمو الذي حاول السيد سلامة إعادة الربط بينهما ليصبح لتلك الأولوية معنى يمكن أن يعتدّ به، وإلا فإنها ستكون بالنتيجة أولوية لا قيمة لها، مما يفقد الصندوق مصداقيته كما حدث عام 1996م، حينما وصف الاقتصاد التايلندي بأنه اقتصاد واعد، حسبما جاء في الكتاب المهم جدا «الثروة واقتصاد المعرفة» للزوجين «ألفين وهايدي توفلر»، من منشورات دار جامعة الملك سعود 2008م، حيث انهار الاقتصاد التايلندي بعد ستة أشهر فقط من إشادة الصندوق!.
لستُ اقتصاديا، ولا أدّعي أنني أفهم حتى في أبجدياته، لكنني فقط أستغرب معايير مؤسسة دولية كبرى في قياس نمو الناتج المحلي بهذه الصورة التي تتعامل مع النمو كما لو كان مجرد رقم بصرف النظر عن أثره على المجتمع، وكأنها تبرّئ الصراع والاقتتال من التأثير على النمو الذي حاول السيد سلامة إعادة الربط بينهما ليصبح لتلك الأولوية معنى يمكن أن يعتدّ به، وإلا فإنها ستكون بالنتيجة أولوية لا قيمة لها، مما يفقد الصندوق مصداقيته كما حدث عام 1996م، حينما وصف الاقتصاد التايلندي بأنه اقتصاد واعد، حسبما جاء في الكتاب المهم جدا «الثروة واقتصاد المعرفة» للزوجين «ألفين وهايدي توفلر»، من منشورات دار جامعة الملك سعود 2008م، حيث انهار الاقتصاد التايلندي بعد ستة أشهر فقط من إشادة الصندوق!.