لا شك في أن مشاركة المتسابقين من مختلف الأعمار في هذه المسابقة والاهتمام بالمواهب المحلية والذين قدموا من مختلف مناطق المملكة ومن بيئات اجتماعية مختلفة، ستظل عالقة في أذهانهم طوال العمر إذ أن المهارات والمعرفة التي اكتسبوها من خلال ورش العمل وجلسات النقاش ومن خلال تبادل التجارب والخبرات بين بعضهم البعض ستثري حياتهم ومستقبلهم وستترك مشاركتهم في هذه المسابقة بصمة إيجابية فعالة سينقلونها بالتأكيد لمن حولهم.
جذبني في مبادرة اقرأ انها جاءت لتؤكد المهنية العالية في ابتكار الأفكار والمحتوى والتنظيم ولتثبت بكل وضوح قدرة الإدارات والمراكز المعنية في بلادنا على منافسة البرامج العالمية المشهورة مع الاختلاف ولله الحمد في القيم والأخلاق والأهداف.
جيل الشباب يحتاج لكثير من المبادرات الثقافية والمعرفية ولعل مبادرة أرامكو كهذه المبادرة التي يحتضنها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي تعد المبادرة الأولى- على حد علمي- في مجال المبادرات الإبداعية الخلاقة الثرية وفي تنمية الميول وصقل المواهب لدى الشباب.
حدث ثقافي مهم كمسابقة اقرأ يهدف إلى إلهام وإثراء مليوني شاب ببلوغ عام 2020م ويواكب رؤية 2030م من خلال دعم إرثنا التاريخي والاهتمام بالثقافة بوصفها ركيزة مهمة للتنمية وصناعة الوعي والإبداع، «سئلت عمن سيتولون قيادة الجنس البشري، قلت أولئك الذين يعرفون كيف يقرأون» هذا ما قاله الكاتب والفيلسوف الفرنسي «فولتير»، وبفضل وجود مثل هذه المبادرات وبفضل تشجيع الشباب من قبل الأهالي والمدرسة والمراكز المعرفية والمهتمة بصناعة المعرفة من خلال بناء جيل يقرأ سيقود هؤلاء الشباب البلاد نحو التطور والنجاح والإبداع.
شكرا من الأعماق لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» على فتح الباب على مصراعيه للطاقات الشابة والذي يعتبر بيئة حاضنة للإبداع وخلق أفكار جديدة وتقديم ورعاية المواهب والمبادرات الثقافية كمسابقة اقرأ، للمساهمة في تطوير جيل من المفكرين والمبدعين في المملكة والمساعدة في مسيرة التقدم الحضاري للبلاد.