وحين تصطخب ردود الفعل الهروبية داخل طهران على تصريح ماتيس فذلك لأنها تخشى أن يكون الأمر قد وصل إلى أمر «عملاني»، وهذا ما تفهمه جيدًا.
مشكلة سياسة إيران الأزلية، ومنذ قيام ثورتها في 1979م، وحتى اللحظة أنها لم تستطع أن توازن بين أحلام ملاليها، وتهوّر عسكريي ثورتها، ونمطها السياسي الذي يمكن أن يستوعب هذا المزيج، وهي مشكلة لا تخصّ ما يُسمّى بالمحافظين «المتطرفين الصفويين» ولا ما يُدعى بفريق الإصلاحيين، بمعنى أن ثورة الخميني قد أنجبتْ في المحصّلة مسخًا سياسيًا خديجًا هو في الأصل غير قابل للحياة، لولا أنه جاء في ظرف سياسي استثنائي تمرّ به المنطقة ولا تزال ذيوله، هو أشبه ما يكون بفترة المخاض القابلة لاستيلاد كل شيء حتى النقائض ومن رحم واحد؛ ما سمح لذلك المسخ السياسي بأن يعيش رغم حماقة ملاليه، ورعونة حرسه العسكري وانتفاخ أحلامهم وأوهامهم، لذلك وبسبب هذا «المكس» الذي يريد أن يجمع بين العدالة التي يدّعيها في حربه على محيطه والعالم، وتغوّله بنفس الوقت على حقوق أقرب جيرانه كما فعل في العراق وسوريا ولبنان، وصولًا إلى اليمن وشمال أفريقيا، لذلك هو لا يمتلك أذنًا سياسية يمكن أن تصيخ السمع لأصوات الحوار والقانون الدولي، وإنما هو يفهم فقط لغة واحدة، وهي لغة القوة، عندها فقط تتساوى جماجم ذوي العمائم مع رؤوس جنرالات الحرب، وتقف في صف واحد لتعيد حساباتها، وتلملم دفاترها المتناثرة ما بين الخامنئي إلى قاسم سليماني، ولا أحد حينها يخرج عن هذا الصف الذي يشبه صف تلاميذ المدارس، بعد أن تُفرغ العنجهية دورتها، وهو ما حدث بعد دقائق قليلة من تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الثلاثاء الماضي، والذي تحدّث فيه عن أن إيران ليس بوسعها أن تغلق مضيق هرمز؛ لأنه ممر دولي لا يخضع لسيادتها، وحذرها بذات الوقت بأنها ستحاسب على أي تصرّف سيئ في المنطقة، مشيرًا إلى أدوارها التدميرية في سوريا، وسلوكها في اليمن ودعم الحوثيين الذين يطلقون الصواريخ على المملكة.
وقال: إن بلاده لن تقبل باستمرار هذه السياسة، وهو ما أشارت إليه أيضًا المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي، والتي قالت: إن إيران تقف خلف كل مآسي الدروع البشرية التي تقع في اليمن وسوريا وغزة ولبنان، بعد أن سخّرت المليارات لدعم الإرهاب.
وحين تصطخب ردود الفعل الهروبية داخل طهران على تصريح ماتيس فذلك لأنها تخشى أن يكون الأمر قد وصل إلى أمر «عملاني»، وهذا ما تفهمه جيدًا.
وحين تصطخب ردود الفعل الهروبية داخل طهران على تصريح ماتيس فذلك لأنها تخشى أن يكون الأمر قد وصل إلى أمر «عملاني»، وهذا ما تفهمه جيدًا.