اكتشاف المواهب
في البداية، أكدت عميدة المسرح السعودي د.ملحة عبدالله أن الموهبة المسرحية تولد ولا تصنع، وهو ما يجعل من الضروري العمل على البحث عن المواهب المدفونة وصقلها وتطويرها، وهذا يحتاج لمعاهد أكاديمية متخصصة، تضمن للفنان الاستمرار والعيش من موهبته وتعطيه الثقة التامة فيما يفعله.
وقالت: للأسف يتعرض الفنان المسرحي للكثير من الضغوط الاجتماعية والمادية؛ وذلك لأنه لا يستطيع استثمار موهبته في وظيفة احترافية تؤمن له حياته ومعيشته؛ ما يجعله يعمل في وظيفة بعيدة كل البعد عن ميوله الفنية بهدف تأمين معيشته، فيما تتحول موهبته لهواية يمارسها حسب وقت الفراغ، وهذا في رأيي ما يؤدي لقتل الموهبة وتراجع مستوى الأعمال المقدمة.
وذكرت العبدالله أنها من أوائل المنادين بضرورة افتتاح أكاديمية مسرحية، مشيرة إلى أنها ومجموعة من المهتمين تقدموا بطلب لوزارة الثقافة والإعلام حينها، ولكن الطلب قوبل بعراقيل كثيرة.
الأمان الوظيفي
من جهته، قال كاتب السيناريو عاصم الطخيس: إن المملكة تفتقد للمعاهد الأكاديمية المتخصصة في تخريج الممثلين والكتاب والمخرجين والنقاد والمنتجين.
وأضاف: نأمل في هذه المرحلة التاريخية التي تشهدها المملكة ومن خلال الهيئة العامة للثقافة والتي تقدم برامج تدريبية تعمل على اكتشاف المواهب الشابة ودعمها، بأن تعمل على دعم ملف بناء مسارح وفق معايير عالمية، إضافة لإنشاء جمعية للمسرحيين تقوم بدور المحامي والمدافع عن العاملين في المسرح؛ لضمان حقوقهم وأجورهم، لتحقيق أمان وظيفي يشجع العاملين في هذا المجال على احترافه كمهنة رسمية.
طاقات إبداعية
وأوضحت الكاتبة والمخرجة المسرحية وفاء الطيب أن الموهبة تبدأ بالظهور غالبا في الأنشطة المدرسية والمسارح الجامعية، مشيرة إلى أن المشكلة الكبرى هي في كيفية تنمية وتطوير وتوظيف الموهبة المسرحية.
وقالت: نمتلك في المملكة مواهب وطاقات بأعداد كبيرة جدا، تتميز بقدرات إبداعية عالية، ولكن للأسف ينقصها الاحتواء والتوجيه.
وأضافت: حالفني التوفيق منذ فترة لحضور ورشتين في المسرح ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح في دورته الـ11 في معهد الفنون المسرحية بالقاهرة، وشعرت حينها بالغبن لأننا محرومون من هذه المعاهد المتخصصة، فيما إمكانيات جمعيات الثقافة والفنون محدودة جدا ولا تستطيع تعويض دور المعاهد الأكاديمية.
مسرح حقيقي
ويرى الممثل محمد القحطاني أن تفعيل الجانب الأكاديمي لاحتضان واكتشاف المواهب وتطويرها أمر ضروري، يساهم في تطوير قدرات العاملين في مجال المسرح.
وأضاف: للوصول إلى أعمال احترافية بجودة عالية لا بد من توفير مسارح مستقلة، يتم تصميمها وبناؤها وفق المعايير العالمية التي تضمن للمخرج تنفيذ رؤيته الإبداعية، وتتيح للمؤلف أن يبحر في الكتابة دون التفكير في معوقات الخشبة التي ستحد من تنفيذ الخيال الإبداعي المكتوب ضمن النص، وستعطي الممثل الحماس للعب بأقصى طاقاته وقدراته على خشبة مسرح حقيقي، وهو ما سينعكس بلا شك على المتفرج الذي يجلس على كرسي مهيئ لتوفير رؤية جيدة للمتفرج بدون أية معوقات تحجب عنده مشاهدة بعض زوايا العرض أو ضعف الصوت أو مشاكل الإضاءة.
للوصول إلى أعمال احترافية بجودة عالية لا بد من توفر مسارح مصممة وفق المعايير العالمية تساعد فريق العمل بتنفيذ رؤيتهم الإبداعية وتحقق المتعة والفائدة للمتفرج.