تحديات أمام تحويل أفلام سينمائية قصيرة إلى روائية

حصلت الأفلام السعودية القصيرة التي عرضت في المهرجانات الدولية على العديد من الجوائز خلال السنوات الماضية، ما يطرح سؤال: لماذا لا يتم تحويل تلك الأفلام القصيرة إلى أفلام طويلة وتناولها بشكل أوسع وأشمل وعرضها بدور السينما السعودية في الوقت الحالي، لاسيما أنها نالت استحسان النقاد الدوليين في المهرجانات؟ وما أبرز التحديات التي تواجه تطبيق تلك الفكرة؟.
(اليوم) ناقشت الفكرة مع المخرجين حيث رأى بعض صناع الأفلام أن غياب الدعم المادي هو السبب الرئيسي، في حين ذهب البعض الآخر إلى أن تلك الأفلام تجربة ونجحت وأصبحت الفكرة قديمة والحاجة الآن لصنع أفلام جديدة ومحتوى لم يعرض من قبل.
صناعة المحتوى
أكد المخرج والمنتج يعقوب ناصر، أن بعض الأفلام يمكن تحويلها إلى فيلم روائي طويل إذا كانت القصة تحتمل ذلك، ولكن أغلب الأفلام القصيرة لا يمكن تحويلها بسبب سردها الذي يعتمد على موقف بسيط معين وخط درامي وحيد، مشيرًا إلى أنه شاهد في المهرجانات الدولية أفلامًا طويلة تم تحويلها من فيلم قصير ولكنها كانت سيئة وعبارة عن فيلم قصير تم تمطيطه لا أكثر، وأضاف ان صناعة المحتوى السينمائي هي أصعب نقطة لتقديم فكرة جديدة ومتفردة، ونحن نفتقد صناع المحتوى لدينا في المملكة بسبب تركيز الأغلب على التمثيل أو الإخراج وإهمال التخصصات الاخرى، وقد يختلف الوضع في الوقت الراهن مع وجود الجهات الداعمة للشباب من خلال الدورات التدريبية وورش العمل التي تخدم الحركة الفنية وصناعة الأفلام السعودية.
صانع الفيلم
وأوضح المخرج حسين المطلق أن الفيلم القصير صنع من أجل عرضه في المهرجانات الدولية التي يتواجد فيها نقاد ومختصون، فيحصل صانع الفيلم على توجيهات وملاحظات ونقد ليتداركها في أعماله المقبلة ويطور من نفسه، لافتًا إلى أن بعض صناع الأعمال القصيرة هدفهم من المشاركة في المهرجانات هو حصد الجوائز فقط، لأنه يعتبرها معيار جودة لفيلمه، ويستحيل تحويل تلك الأفلام القصيرة إلى فيلم سينمائي ان كان الخلل في السيناريو أو أداء الممثل، بينما يمكن تحويله لفيلم سينمائي طويل ان كان الخلل بالصوت أو الموسيقى أو ترتيب اللقطات.
وأضاف المطلق ان بعض المخرجين يتمهل في صناعة فيلم إلى أن يجد فكرة أو سيناريو يكتب بطريقة لم تطرح من قبل أو يصعب على المشاهد توقع الأحداث، وتلك من أبرز التحديات التي تواجه صناعة الأفلام، بسبب صعوبة ايجاد فكرة جديدة.
غياب الدعم
وقال المخرج محمد الهليل: إن غياب الأفلام الطويلة في الفترة الماضية باستثناء عدد قليل من التجارب المتواضعة يعود إلى غياب الدعم، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستكون عصر الازدهار للأفلام الطويلة، حيث ظهر العديد من الجهات المهتمة بصناعة الأفلام مثل مركز الملك عبدالعزيز الثقافي والمجلس السعودي للأفلام وتقديم الدعم المطلوب، بالإضافة إلى وجود كتاب ومصورين ومحرري فيديو، وينقصنا بعض التخصصات والكوادر المتخصصة، معتبرًا تهيئة المجلس السعودي للعديد من الشباب وتدريبهم في استوديوهات عالمية خطوة ستساعد بشكل كبير في صنع أفلام طويلة أكثر احترافية.
قال المخرج والمنتج يعقوب ناصر: إن أغلب الأفلام القصيرة لا يمكن تحويلها بسبب سردها الذي يعتمد على موقف بسيط معين وخط درامي وحيد