وكما ذكرنا أن قضية الذكرى والنسيان قضية خطيرة فنجاح الطالب أو الطالبة يكون بمقدار ما يتذكره من حقائق وعلوم درسها وبقدر ما عرفه من المعرفة والعلم وحصله فإن طوى ونسي هذه العلوم والمعرفة فالختام الفشل.
والتاجر الذي لا يتذكر من تجاربه وخبرته ولا من العبر التي مر بها لا يدري اين عناصر الربح او الخسارة في تجارته فإنه يتعرض للسقوط في غده القريب أو مستقبله.
والبعض منا يتطرق الى ابواب النسيان، منا من يبكي كي ينسى والبعض منا ينام كي ينسى، والبعض منا يضحك كي ينسى، والبعض منا يسافر كي ينسى، والبعض منا يدرس كي ينسى، والبعض منا يمارس رياضة كي ينسى، والبعض منا يخون كي ينسى وهو أسوأ أنواع النسيان، ويكون هذا بداية الالم والدمار لحياة الانسان وليس النهاية.
والجانب الاخر لحياة الانسان الذكرى لكي تخفي حقائقنا عن الاخرين مثل الحب الذي يأتي للانسان أحيانا بدون مقدمات ودون علمك وبعدها تبحث عن النسيان وتمر بمراحل وتتصنع النسيان واحيانا يكون النسيان دواء.
سئل رجل حكيم ما الصعب وما القاسي؟ فقال الحكيم الصعب في الحياة أن تكسب شخصا واحدا وتخسر الكل من اجله والاشد قسوة ان يتركك هذا الشخص وتتذكر اتك تركت الكل من اجله. وليس هناك نسيان على الاطلاق بل هناك تغافل فقط حتى يستطيع الانسان أن يعيش وخاصة فراق الأهل والاحبة والألم والاحزان والهموم.
ونعمة النسيان من نعم الله العظيمة التي انعم الله بها على الإنسان وأحيانا تكون لها من الاثار الايجابية على حياة الانسان بأن تكون محفزاً ومشجعاً على الحياة.