التزويج الجماعي فكرة رائدة ينبغي علينا الاهتمام بها والترويج لوسائلها، وللأسف الشديد أن بعض الأسر من أصحاب الدخول المحدودة تضطر للاستدانة من أجل تزويج شبابها، فيتحملون بذلك عبئا ثقيلا يقض مضاجعهم ويشغل بالهم في وقت تحقق فيه تلك الفكرة الذكية التقليل من النفقات المتعلقة باقامة الأفراح بهذه المناسبات في أماكن اقامتها، وبذلك تتوقف عادة الصرف في غير محله، وهي عادة مقيتة وغير مستحبة لأنها تجلب المتاعب للشباب وهم يشقون طريقهم نحو بناء مستقبلهم وبناء عشهم السعيد أو الذي يفترض أن يكون سعيدا.
وقد نهتنا عقيدتنا الاسلامية السمحة عن التبذير، فالمبذرون إخوان الشياطين، والمصروفات الباهظة لتزويج الشباب بعيدا عن تلك الفكرة المطروحة هي لون من ألوان التبذير المنهي عنه، فالشاب عادة يستقبل حياته العائلية بتأسيسها بطريقة معقولة ومقبولة وهذا ما يجب أن يكون، وتحمله لأعباء الاستدانة لاتمام الزواج أمر غير عقلاني لاسيما وأنه في أول الطريق لبناء عائلة جديدة ويجب عليه أن يوفر ماله لصرفه في قنوات يجب صرفه فيها، والابتعاد عن صرفها في حفلات لا معنى لها سوى المفاخرة والتقليد.
الكرم الزائد عن حدوده في إقامة ولائم الأفراح وما يرافقه من التعاقد مع الفرق الشعبية لاحياء تلك المناسبات، وما يصرف خلاله من أموال طائلة على الأطقم والهدايا وخلافها يمثل عادة غير مستحبة وتندرج تحت قائمة التبذير، فالمناداة بنشر فكرة التزويج الجماعي هي مناداة صائبة وسديدة لا بد من تشجيع مساراتها والالتزام بها كعادة حميدة ومحببة الى نفوس الجميع، وهي العادة التي يجب التمسك بها ونبذ العادة السيئة التي يمارسها البعض عند اقامة مراسم الزواج، وهي عادة سيئة حان الوقت لوضع نهاية حاسمة لها.