DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

آل جابر واتزان الدبلوماسية السعودية

آل جابر واتزان الدبلوماسية السعودية
لا تقف حدود الدبلوماسية عند الذكاء والفطنة والكياسة وغيرها من المترادفات العقلية التي تجعل الفرد متقدما في السياق الفكري والإداري والتنفيذي لممارسة مهام ذات طبيعة عسكرية أو سياسية أو مدنية، وإنما لا بد من تكامل حيوي في أداء الشخصية الدبلوماسية لوظائفها التي تتطلب سرعة البديهة والقراءة السليمة للمواقف والأحداث واتخاذ القرار بحكمة كاملة الدسم.
مدرسة الدبلوماسية السعودية خرّجت كثيرا من الأفذاذ الذين رفعوا راية بلادهم في المحافل الدولية بكل الاتزان والوزن الدولي الكبير للمملكة، ولعلّنا في هذا السياق لا تخوننا الذاكرة أبدا في ذكر صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل «يرحمه الله» الذي أسهم بدور تاريخي في إرساء أسس الدبلوماسية السعودية التي منحتنا دبلوماسيين أفذاذا على نسق سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد سعيد آل جابر، الذي يقدّم تجربة دبلوماسية رفيعة في أحد أصعب الملفات سخونة وحراكا.
آل جابر مزيج من الدبلوماسي والعسكري والسياسي، ما يجعل عددا من الصفات والخصال التي ترتبط بمتطلبات العمل في تلك المجالات تتوافر فيه، وتعكس شخصية ملهمة في العمل الدبلوماسي لأجيال الدبلوماسيين السعوديين الذين يرون حنكته وجرأته وقدرته الفائقة في تحقيق التوازن في المجريات الدبلوماسية، ولذلك فإن تجربة هذا الدبلوماسي تعبّر عن روح الدبلوماسية السعودية التي تحتفظ بالمسافات السلمية ثابتة من الفرقاء إلا من أبى.
من خلال تلك السيرة والمسيرة الدبلوماسية الرصينة نقف أمام تجربة دبلوماسية مثيرة للاهتمام، فبغضّ النظر عن المواقف البطولية وما فيها من تضحية وفداء، فإن الصلابة والثبات على مواقف الحق تكفي لتمييز دبلوماسية آل جابر التي لا ينكرها إلا من في نفسه إنكار لقيمة رجال الدولة السعودية والتزامهم الصارم بأدبياتها وثوابتها السياسية، وذلك أمر غير موضوعي لا يعتد به، ولا ينتقص من قيمة العمل الذي يمكن أن يقوم به دبلوماسي يؤدي أدوارا معقدة في مرحلة أكثر تعقيدا.
من المهم النظر في الأداء الدبلوماسي للسفير آل جابر في سياق العمل الوطني الفذ الذي يستوعب كل متطلبات رجل الدولة السعودي، وإخلاصه لقيادته ووطنه ومواطنيه، وهو صورة شديدة الوضوح للأجيال الدبلوماسية التي تطمح لأداء أدوارها المشرفة واللائقة ببلادها، فالدبلوماسية العصرية ليست قواعد وبروتوكولات منصوصة وإنما فاعلية وجهد حكيم يبقى أثره في ذاكرة التاريخ عنوانا لتوازن واتزان السياسة الخارجية السعودية.