آل جابر مزيج من الدبلوماسي والعسكري والسياسي، ما يجعل عددا من الصفات والخصال التي ترتبط بمتطلبات العمل في تلك المجالات تتوافر فيه، وتعكس شخصية ملهمة في العمل الدبلوماسي لأجيال الدبلوماسيين السعوديين الذين يرون حنكته وجرأته وقدرته الفائقة في تحقيق التوازن في المجريات الدبلوماسية، ولذلك فإن تجربة هذا الدبلوماسي تعبّر عن روح الدبلوماسية السعودية التي تحتفظ بالمسافات السلمية ثابتة من الفرقاء إلا من أبى.
من خلال تلك السيرة والمسيرة الدبلوماسية الرصينة نقف أمام تجربة دبلوماسية مثيرة للاهتمام، فبغضّ النظر عن المواقف البطولية وما فيها من تضحية وفداء، فإن الصلابة والثبات على مواقف الحق تكفي لتمييز دبلوماسية آل جابر التي لا ينكرها إلا من في نفسه إنكار لقيمة رجال الدولة السعودية والتزامهم الصارم بأدبياتها وثوابتها السياسية، وذلك أمر غير موضوعي لا يعتد به، ولا ينتقص من قيمة العمل الذي يمكن أن يقوم به دبلوماسي يؤدي أدوارا معقدة في مرحلة أكثر تعقيدا.
من المهم النظر في الأداء الدبلوماسي للسفير آل جابر في سياق العمل الوطني الفذ الذي يستوعب كل متطلبات رجل الدولة السعودي، وإخلاصه لقيادته ووطنه ومواطنيه، وهو صورة شديدة الوضوح للأجيال الدبلوماسية التي تطمح لأداء أدوارها المشرفة واللائقة ببلادها، فالدبلوماسية العصرية ليست قواعد وبروتوكولات منصوصة وإنما فاعلية وجهد حكيم يبقى أثره في ذاكرة التاريخ عنوانا لتوازن واتزان السياسة الخارجية السعودية.