وتسعى «أوبك» والمنتجون خارجها إلى بلورة قرار بشأن سياسة الإنتاج وسط دعوات من كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة والصين لتهدئة أسعار النفط ومن ثم دعم الاقتصاد العالمي عن طريق إنتاج المزيد من الخام، إضافة إلى تطورات جيوسياسية واقتصادية تؤثر على أسعار النفط.
وقال مصدر مقرب من «أوبك»: هناك آراء متباينة بشأن حجم زيادة الإنتاج وما إذا كان مثل هذا الإجراء يجب أن يكون تدريجيا، ويعد 1.5 مليون برميل يوميا الرقم الأكثر ترجيحا في زيادة الإنتاج لمواجهة النقص في سوق النفط.
من جانبها، حثت الهند ثالث أكبر مستهلك ومستورد للنفط في العالم الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» أمس على سد نقص في الإمدادات وضمان استدامة أسعار النفط، حيث تؤثر العوامل الجيوسياسية على إمدادات بعض المنتجين. وقال وزير النفط الهندي دارمندرا برادان خلال جلسة نقاش في فيينا «الظروف السياسية، التي تكون في بعض الأحيان داخلية وفي أحيان أخرى خارجية، تسفر عن نقص في إمدادات بعض الدول: نتوقع من أوبك وأعضائها التزاما بالتدخل وسد الفجوة بأكثر من المطلوب من أجل ضمان استدامة الأسعار». أضاف إن أسعار النفط المرتفعة في الوقت الحالي تقلل النمو الاقتصادي في الكثير من الدول. وأردف قائلا «النمو الاقتصادي العالمي الهش بالفعل سيكون تهديدا إذا استمرت أسعار النفط عند هذه المستويات. خوفي هو أن يؤدي هذا إلى فقر طاقة في أنحاء عدة من العالم.
ويواجه سوق النفط حاليا المزيد من الضغوط الجديدة لنقص المعروض، إذ ارتفعت أسعار النفط أمس مدعومة بانخفاض في مخزونات الخام التجارية بالولايات المتحدة وفقد سعة تخزين في ليبيا المنتجة للنفط. وانخفضت مخزونات الخام الأمريكية ثلاثة ملايين برميل إلى 430.6 مليون برميل على مدى الأسبوع المنتهي في 15 يونيو وفقا للتقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي أمس الأول.
وفي الساعة 0653 بتوقيت جرينتش كانت العقود الآجلة لخام برنت مرتفعة 40 سنتا بما يعادل 0.5% إلى 75.48 دولار للبرميل مقارنة مع أحدث إغلاق لها يوم الثلاثاء. وزادت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 36 سنتا أو 0.6% لتسجل 65.43 دولار. وقال المتعاملون إن تراجعا في الإمدادات الليبية نتيجة لانهيار صهريج تخزين تقدر سعته بأربعمائة ألف برميل قد ساعد أيضا في دفع الأسعار للصعود.
تباين الآراء بشأن حجم زيادة الإنتاج وما إذا كان مثل هذا الإجراء يجب أن يكون تدريجيا، ويعد 1.5 مليون برميل يوميا الرقم الأكثر ترجيحا في زيادة الإنتاج