ويتمثل الخطأ الثاني في تعجيل السحور وتقديمه في منتصف الليل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين، وهو خلاف السّنة؛ فإن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: "عَجِّلوا الإفطار، وأخِّروا السحور" رواه الطبراني وصحّحه الألباني، والسّنة أن يكون السحور في وقت السَّحَر قبيل طلوع الفجر بقليل؛ ومنه سُمي السحور سحورًا، فعن أنس "رضي الله عنه" أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، وزيد بن ثابت تسحَّرَا، فلما فرغا من سَحُورهما قام النبي "صلى الله عليه وسلّم" إلى الصلاةِ فصلَّى، فسُئِل أنس: كم كان بين فراغِهما من سَحُورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: "قدْرَ ما يقرأ الرجل خمسين آية" رواه البخاري، والخطأ الثالث هو الاستمرار في الأكل والشرب مع أذان الصبح وهو يسمع النداء، والواجب أن يحتاط العبد لصومه، فيمسك بمجرد أن يسمع أذان المؤذن، والرابع هو الإفراط في تناول طعام السَّحور، حيث إن الإفراط في تناول السَّحور يؤدي إلى خمول الجسم، وهذا بدوره يفضي إلى التثاقل عن أداء الواجبات، وهو ما ينافي الحكمة من الصوم، وهي كسر شهوتي البطن والفرج، والسحور إذا كثُر فإنه ينافي هذه الحكمة.
وخامسًا: النوم بعد تناول السَّحور مباشرة، وهو من العادات السيئة، ويجلب على صاحبه أضرارًا صحية، فضلًا عما فيها من تضييعٍ لصلاة الفجر مع الجماعة، ومخالفةٍ لسنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" في المكوث في المسجد بعد صلاة الفجر؛ لذكر الله إلى أن تطلع الشمس.