ونجح أنصاره في حملة من أجل الإصلاح الاجتماعي والسياسي، وضد المؤسسة السياسية الفاسدة وغير الفعالة.
ويعتبر فوز الصدر أحدث مفاجأة في حياة رجل نجا من الموت، بعد قتل والده الزعيم الديني المحترم محمد صادق الصدر وأخويه بأمر من صدام حسين في عام 1999.
وكان الرجل في خطر مرة أخرى ومهددا بالقتل، هذه المرة من قبل القوات الأمريكية التي حاصرته مرتين في مدينة النجف، وذلك بعد أربع سنوات من غزو العراق.
وتقول «الاندبندنت»: إن الصدر سيكون صانع الملوك إلى حد كبير، رغم أنه لن يكون له أي موقف رسمي في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فتحالفه الذي يضم الحزب الشيوعي العراقي والعلمانيين وأتباعه الدينيين، ناشد بقوة العراقيين الذين يشعرون بأنهم يحتاجون لبناء بلدهم بعد الفوز على داعش.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يأمل في الفوز بالانتخابات «رغم أنه من غير المرجح أن يفوز أي مرشح بأغلبية مطلقة» من خلال مناشدة ومخاطبة الناخبين كزعيم استعاد الموصل من أيدي تنظيم داعش.
واستطاع العبادي استعادة كركوك دون إراقة دماء إلى حد بعيد أيضا، بعد أن سيطر عليها الأكراد منذ 2003، كما استعاد قدرا كبيرا من سلطة الحكومة المركزية على كردستان.
وكما كانت التكتلات السياسية التي تشكلت من المجموعات شبه العسكرية المعروفة بالحشد الشعبي، تأمل أيضا في كسب المزيد من الأصوات من خلال دورها في قتال داعش.
لكن انخفاض العنف إلى مستوى غير مسبوق منذ الإطاحة بصدام حسين، جعل العراقيين يركزون على سرقة النخب السياسية لمليارات الدولارات، التي كان ينبغي استخدامها لتحسين الرعاية الطبية والتعليم، وإمدادات المياه والكهرباء.
وكانت وسائل الإعلام الغربية تقلل من قيمة الصدر كزعيم سياسي، وتصفه بأنه مبتذل ورجل دين مثير للشغب، لكن آراءه كانت أكثر تعقيدا ومرونة مما كان ينسب له.
وكان مصدر نفوذ الصدر هو دور عائلته كقادة دينيين، واستشهاد العديد منهم بدءا بإعدام محمد باقر الصدر عام 1980.
وشكل الصدر عنصرا قويا في القومية العراقية من خلال معارضته أي تدخل أجنبي في بلاده، سواء أكان أمريكياً أم بريطانياً أم إيرانياً.
وكان الصدر قد أنشأ جيش المهدي شبه العسكري لمقاومة الأمريكيين، ثم وفي وقت لاحق، تورط هذا الجيش في عمليات القتل الطائفية في الفترة بين عامي 2006 و2007، لكن الصدر قال: إنه تم اختراقه من قبل أشخاص ليسوا تحت سيطرته.
وقد اتهمته الولايات المتحدة بصفته وكيلاً لإيران ومواليا لها، لكنه أكد على مر السنين أنه يعارض التدخل الإيراني والتدخل من أي طرف آخر، وبالتالي فإن نجاح الصدر بانتخابات هذا الشهر لن يكون مرحبا به في طهران وربما واشنطن.
لقد دعمت الولايات المتحدة حيدر العبادي كقائد منتصر في الحرب، وربما صورته على أنه تشرشل العراقي.
ورغم أن المتحدث باسم التيار الصدري قال بعد الانتخابات: إن التدريب الأمريكي ومشتريات الأسلحة من واشنطن يمكن أن تستمر، لكن نفوذ الصدر على حكومة واردة في بغداد قد يثير الشك في مستقبل وجود القوات الأمريكية وعددها 10000 من المتعاقدين العسكريين في العراق.