ويعد التمرين بفعالياته المتعددة من أضخم التمارين العسكرية في المنطقة سواء من حيث عدد الدول المشاركة فيه أو من حيث تنوع الخبرات وتنوع الأسلحة المستخدمة فيه، فرفع الجاهزية العسكرية للدول المشاركة وتحديث آلياتها يعزز مسارات التعاون والتكامل والتنسيق فيما بينها في المجالات الأمنية المشتركة، وتلك مسارات لا بد من رعايتها والاهتمام بها في ظل الأطماع والتحديات التي قد تظهر في أي وقت.
ومختلف المناورات التي جرت في التمرين تهدف في مجملها الى تعزيز الحفاظ علي أمن واستقرار المنطقة تحت مظلة الاستراتيجية الشاملة لوزارة الدفاع السعودية، فالتمرين يعد في جوهره من أضخم التمرينات العسكرية في المنطقة وقد استهدف ضمن ما استهدف إظهار وتبيان قوة التخطيط العسكري بالمملكة وقدرتها العالية والفائقة على ادارة العمليات الحربية واستخدام أحدث التقنيات العسكرية.
هذا التمرين الذي استمر طيلة شهر كامل واختتم فعالياته بالأمس بحضور خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ورعايته يمثل تفعيلا عمليا للأهداف الإستراتيجية المرسومة والموضوعة للحفاظ على أمن الدول المشاركة فيه والحفاظ على استقرارها ومواجهة مصادر الخطر التي تحدق بالمنطقة، فالتأهب الدائم لمجابهة كل الأخطار يعد عملا صائبا وسليما للمحافظة على أمن واستقرار الدول المشاركة والحفاظ في الوقت نفسه على ثرواتها ومكتسباتها الحضارية، ولا بد أن تدرك دول العالم قاطبة أن الوحدة الخليجية وما يساندها من الدول الصديقة لن تتوانى على الاطلاق عن ردع أي عدوان محتمل قد تتعرض له دول المنطقة.
المملكة وسائر الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في هذا العمل العسكري لديها قناعة تامة بأهمية تطوير وتحديث دفاعاتها العسكرية حفاظا على أمنها واستقرارها، وتلك قناعة تؤكد أهمية حرص القيادة الرشيدة بالمملكة وحرص القادة المشاركين في التمرين على أهمية تصعيد القوة العسكرية في المنطقة من أجل ردع كل طامع أو معتد في أي شبر من أراضي هذه الدول التي ستبقى جاهزة دائما للدفاع عن أمنها واستقرارها وسيادتها واستقلالها.