وعلى هامش الزيارة أيضا فان من الأهمية بمكان الاشارة الى التواصل الثقافي بين الرياض وباريس، وقد بدأ التفكير في اقامة جسر من التعاون الثقافي بين البلدين منذعام 1963 حيث تم التوقيع بين البلدين على اتفاقية تعاون في المجالات الثقافية والفنية، وتلاه فيما بعد اقامة معرض المملكة بين الأمس واليوم في باريس، وهو معرض عرّف الفرنسيين بحاضر المملكة المزدهر وماضيها العريق واستشرافها للمستقبل الواعد.
وعلى هذا النهج تم الاتفاق على ميثاق تعاون وصداقة بين مدينتي الرياض وباريس عام 1997، وبموجبه أقيمت عدة معارض في العاصمتين حيث تم عرض مائة قطعة من متحف اللوفر بالمتحف الوطني بالرياض وأقيم معرض طريق البخور بمقر اليونيسكو في باريس، وأقيم معرض روائع آثار المملكة عبر العصور في متحف اللوفر خلال العام الحالي 2018.
ويتضح للعيان أن زيارة سموه الرسمية لباريس ركزت على أمرين حيويين أولهما العمل على نقل التقنية الفرنسية في مجالات الدفاع المختلفة للمملكة ترجمة لتطلعات رؤية 2030 وهي تطلعات سوف تنقل المملكة الى مرحلة اقتصادية جديدة تقوم على توطين الصناعة ونقل التقنية وتنويع مصادر الدخل، وتمتلك فرنسا كقوة كبرى في العالم صناعة متقدمة في المجالين الدفاعي والعسكري وفي غيرهما من المجالات التي يهم المملكة الاستفادة من توطينها بالمملكة.
أما الأمر الحيوي الآخر فهو الاستفادة من التجربة الفرنسية في المجالات الثقافية المتعددة فهي مصدر ثري من مصادرها الحيوية في العالم، وقد اهتمت المملكة في هذا الشأن بتعزيز التبادل العلمي والثقافي عبر سلسلة من الندوات ذات العلاقة بحوار الحضارات وعمدت الى تنظيم البعثات الفرنسية السعودية للتنقيب عن الآثار بالمملكة، ولا شك أن زيارة سموه لباريس أدت الى تقوية التعاونات في المجالات الثقافية العديدة بين البلدين الصديقين والوصول بها الى مستويات أفضل وأشمل.