حتى مؤشر الطقس يتلاعب بقياساته بين التجمد تحت الصفر الى ٥٥ حد الانسلاخ.
الاختلاف سنة كونية من رب العالمين ألواننا أو أنسابنا، أو انتماءاتنا الفكرية..الخ. لا أجد مبررا لبعض السلوكيات السيئة كالشتم والانفعال وسكبِ كوب ماء وكسر الطاولة وتمزيق الاوراق فقط لأن احدهم أدلى برأي مخالف.
نحن كبشر كل قول نُحاسبُ عليهِ، حتى وإن لم تكنِ المحاكمةُ معلنة، لذلك دائما ما نجد أنفسنا في مهمة البحث المستمر عن راحة البال، فطبيعتنا الانسانية لا تحبذ ان نكون صوتا غير مسموع، نخشى شعورنا بالوحدة التي تشن علينا حربا دائرة دون ضمانات لأننا وحدنا طرف فيها، قتالنا داخلنا عنيف، وكأن العشرات منا يخضعون لمحكمة ذاتية تلعب بأرواحنا أدوارا عدة، القاضي والضحية والشهود فالمسألة ليست نزالا بين ضدين، إننا فقط لم نكن مع أنفسنا بهوية واضحة وأسباب حقيقية لمأساتِنا!
بكلِ الأحوالِ.. نقف قليلا، لتتنفس الارض الصعداء وتذرف ضلالها عنها لترينا الطريق بشكل أوضح.
نبدأ البحث عن -ضالتنا- وعندما نجدها، تنشرح أساريرنا ونجزم ان وجودها كل ونحن جزء منها.
نعقد القِران بها ونبدأ برسم رحلة العمرالجديد معها. تمر السنوات سريعة لتسقط ببطء اجزاء كبيرة من الأقنعة حتى تبدو الحقيقة عارية كالشمس، يبدأ بعدها الالتفات لكلِ نظرةٍ، والتذمر من كل صرخة وملايين ال -أف- تحول الحديث الى حلقة بحثٍ كاملةٍ، وبقدرة قادر نصبح فلاسفة بلا براهين. حتى نتحلى بالشجاعة الكاملة ونعترف أننا لن نصل الى مخرج حتى يتغير مسار الحياة بالكامل وشقه نصفين، نأخذ نفسا عميقا لأطول وقت زمني ممكن ثم نتركه ينساب مغادرا رئتينا حاملا معه لعنات وشتائم وسبابا لم تدر في وجه من ستلقي بها.
الى هنا تنتهي صلاحية أحد الطرفين!!
نعم، إنها العودة الى الوحدة من جديد، والتعايش مع كابوس متنقل على قدمين فوق الرأس، ليل ناره موقدة ونهار جحيمه مستعرة،
نستنكر كل ما جرى بسؤال، لِم حظنا بهذا السوء؟ لم نفعل شيئا سيئا حقا!!
نعود إلى نقطة البداية، نمني أنفسنا بأننا سنصبح على خير.
[email protected]