فأولى هذه الخدع: انشغال الخطيبين بإجراءات الزواج والحفل والسفر وأحيانا ينشغلان بالخلافات العائلية من أجل الزواج، فينشغلان بهذه الأمور أكثر من انشغالهما بالتعارف، والخدعة الثانية: عدم تفرقة المقبل على الزواج بين الحقيقة والمجاملة، أو بين الواقع والخيال الذي يتمناه ويعيشه، لأنه في الغالب يظهر المقبل على الزواج أحسن ما عنده من الأخلاق والمعاملة والكلام وحتى اللباس وقد تكون الحقيقة خلاف ذلك، والخدعة الثالثة: أن يكون بين الخاطبين حب قديم بسبب القرب العائلي أو الزمالة الوظيفية أو التعرف عبر الشبكات الاجتماعية، فلا يستطيع كل واحد منهما اكتشاف عيوب الآخر لأن الحب أعمى كما يقال، فالحب يعمى البصر والبصيرة ولا يساعد المقبل على الزواج برؤية الوجه الحقيقي للطرف الآخر، وأذكر بالمناسبة فتاة قالت لي إنها تعلقت بخطيبها فأحبته وكان يتحدث معها هاتفيا بالليل أثناء الخطوبة، وتشعر من حديثه أن لسانه ثقيل، فتقول: ولكن الحب أعماني عن التحليل الصحيح وبعد الزواج اكتشفت أنه يشرب الخمر كل ليلة حتى يسكر.
والخدعة الرابعة: أن لا يضع المقبل على الزواج فرضيات في عقله ويستسلم لها مثل فرضية إذا كانت الفتاة محجبة فهذا يعنى أنها تصلي وأخلاقها طيبة، أو فرضية إذا كان الشاب يحترم والديه فهذا يعنى أنه بار بوالديه ويقدرهم، أو فرضية إذا كانت الأسرة محافظة فهذا يعني أن تكون الفتاة أو يكون الشاب جيدا ومحافظا، فكل هذه الفرضيات ليس بالضرورة تكون صحيحة ولا بد أن يتأكد المقبل على الزواج من كل فرضية من خلال جمع المعلومات والتحليل، والخدعة الخامسة: عندما يكثر الخلاف بين المخطوبين وقت الخطبة فلا يحللون هذه الخلافات ومدى تأثيرها بالمستقبل على علاقتهم الزوجية وإنما يتعاملون معها على أنها مؤقته وتافهة، وبالمناسبة فإن أكثر الخلافات بين الطرفين وقت الخطوبة تكون على اللباس والمكياج والأصدقاء والسفرات يعني في الحرية والعلاقات، وعلاج هذه المشكلة أن يضعوا الشروط والاتفاقات وقت الخطبة في كيفية استمرار العلاقة بينهما في حالة لو تكرر نفس الخلاف.
والخدعة السادسة: توقع كل طرف بأنه قادر على تغيير الصفات السلبية في الطرف الآخر بعد الزواج، وهذا غير صحيح وخاصة في الجوانب السلوكية أو الدينية مثل الصلاة والتدخين والحجاب وأصدقاء السوء، والخدعة السابعة: رفع سقف التوقعات للطرف الآخر فيتوقع منه كل ما يحلم به ويتمناه، ثم يكتشف بعد الزواج أن توقعاته كانت خيالية غير واقعية فتحدث الصدمة، والخدعة الثامنة: عدم إخبار أحد الطرفين الآخر بعمليات التجميل أو التكميم التي عملها في جسده ولدي كثير من المشاكل بهذا الموضوع، والخدعة التاسعة: المشاركة بأسرار العائلة والصور الخاصة بين الخطيبين ففي كثير من الحالات تم استغلال هذه المعلومات بطريقة غير صحيحة، وآخر خدعة: أن تعامل المخطوبة خطيبها كامرأة ويعامل الخاطب مخطوبته وكأنها رجل، والصحيح أن كل جنس له معاملة مختلفة فالرجل يعاملها كأنثى وهي تعامله كرجل.
drjasem@