DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
الرعاية الكريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين لمؤتمر حوار الأديان المقرر له بعد غد الأربعاء في أسبانيا، تتوج سلسلة من الدعوات السعودية التي حمل لواءها المليك شخصياً ونادى بها في الكثير من المناسبات والمحافل المحلية والإقليمية والدولية. فالعالم الذي تداعى اليوم لتلبية الدعوة السعودية وتحقيق المصافحة بين الأديان، يدرك أكثر من أي وقت مضى، أنه بحاجة للرواد الذين ينتشلونه من وهدة التفرقة والعنصرية ومشاعر الكراهية والعداء المتبادلة، في وجود منظرين للتطرف و»محللين» للعنف، وراعين للازدراء والوقيعة بين الحضارات والأديان، واستغلال الجهل والفقر وبعض الظروف السياسية المشينة لتمرير هذه الأفكار المسمومة شرقاً وغرباً. ولعل العالم أدرك أيضاً الخطأ الكبير الذي وقع فيه طيلة سنوات عديدة ماضية، وجرم إلصاق التهم جزافاً بديانة ما، أو بشعب ما، أو بقومية ما، ذلك لأنه لا مدن فاضلة على الإطلاق، وليس هناك مجرمون بالكامل، وربما أدركت بعض القوى النافذة أيضاً أن مشروعها لتقسيم العالم وتعميمه ضمن استراتيجية تضمن لها وحدها التفرد بالمقادير، لن ينجح، بل جلب عليها مزيداً من الكراهية والنقمة.. صحيح أن التاريخ البشري حفل بالكثير من المآسي، التي دفع ثمنها أبرياء، وصحيح أن تاريخ البشرية أيضاً حمل ذكريات مؤلمة لأقوام وأناس ربما يكونون دفعوا حياتهم نتيجة أحكام خاطئة، أو أفكار مشينة تسلطت على الفكر الإنساني، وحوّلته عن مساره ليكون مجرد آلة حربية لفناء الشعوب، وتلفيق اتهامات مزاجية بالهرطقة أو الزندقة أو التكفير، دون اعتبار للكرامة الإنسانية، أو العقل الذي ميّز الله به الإنسان عن غيره من المخلوقات، وصحيح أيضا أن هناك زعامات دخلت التاريخ من الأبواب الخلفية، ولن ينسى لها التاريخ ما سببته من كوارث ومصائب، إلا أنه من الصحيح أيضاً أن هناك قيادات سيحتفي بها تاريخ الإنسانية كثيراً، وسيتوقف أمامها في لحظة نادرة، لأنها ربما استبقت زمنها، وعملت من أجل نشر ثقافات السلم والتسامح والإخاء. الدعوة السعودية، تلخص تراثاً أكيداً من الميراث الإسلامي الرائع في التعامل مع الآخر، بدون إكراه أو تضييق، ويفسح المجال للتعايش المشترك واحترام إنسانية الإنسان وكرامته، وتصون له قيمه ومبادئه، بالضبط كما تحفظ ماله ودمه وعرضه، وهو ما يفتقده كثير من البشر هذه الأيام.