DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
تحكي كتب التاريخ، أن الخليل بن أحمد وعبد الله بن المقفع التقيا يتحاوران لثلاث ليالٍ في شؤون العلم والأدب، وبعدها قيل لابن المقفع: كيف وجدت الخليل بن أحمد؟ فقال: «وجدته رجلاً عقله فوق علمه».. ولما سئل الخليل عن المقفع قال: «وجدته رجلاً علمه فوق عقله».. وقد صدق الاثنان، الخليل مات لا يملك من الدنيا شروى نقير، وابن المقفع مات مقتولاً بتهمة الزندقة! وما بين الميتتين، يقفز الواقع السياسي الراهن في منطقة الشرق الأوسط بكل مآسيه وتناقضاته، ليس على غرار الخليل بن أحمد وابن المقفع اللذين أنصفا بعضهما رغم الجدال، لكن على غرار ما نشاهده الآن على الساحة الدولية فيما يتعلق بالقضايا العربية. ما بين واشنطن وتل أبيب، يدعو للاستغراب، والسخرية، عن كيفية وقوع عاصمة كبرى أسيرة عقدة «إيباك» واللوبي اليهودي، وعن كيف أن كل هؤلاء الساسة الذين رحلوا أو الذين سيأتون، يمشون على نفس الوتيرة، انحياز كامل للدولة العبرية، وتجاهل تام لكل مواثيق الشرعية الدولية. حتى أن مفهوم السلام المفترى عليه، يظل في وقاحة حبيس المخططات العدوانية الإسرائيلية، وكيفية تحويل سياسات القتل والتدمير ومجازر الدماء اليومية إلى نوع من الدفاع عن النفس، ومجرمو الدولة العبرية أصبحوا في غمضة عين أبطال سلام. ومن هنا لا يمكن لعاقل أن يفهم انتقادات السيدة رايس ما أسمته «تقاعس الدول العربية الغنية» في دفع أموال سبق أن وعدت بتقديمها للفلسطينيين في مؤتمر باريس، متهمة هذه الدول «بدفع أقل ما يمكن»... الوزيرة الأمريكية تريد أن يتحمل العرب وزر الأخطاء المتتالية لإدارتها في إدارة الصراع، وثمن العدوان المستمر وسياسة الإرهاب والقتل التي تمارسها الدولة العبرية منذ إنشائها وحتى الآن. السيدة رايس تحث العرب «على أن يكونوا أكثر كرماَ» في الأموال، بعد أن ظلوا ولأكثر من نصف قرن، أكثر كرماً في الدم، وفي عدد الشهداء، وفي التنازلات، مع أن الواجب الأخلاقي يدعو للتعامل بإنصاف مع قضية شعب ووطن، ومع أن ضريبة الكبار تحتم على العواصم الكبرى أن تتحلى بمسؤولياتها تجاه الجميع، وليس التعامل بانتقائية أو بعين واحدة. العرب الذين قدموا كل مبادرات السلام، لم يجدوا للأسف وعوداً سوى الكلمات، وعانوا من التمييز السياسي ضدهم، وتحولت منطقتهم إلى ساحة لإدارة صراع غير متوازن، واحتلت بعض عواصمهم، ومع ذلك تريد السيدة الكبرى أن تحملهم ثمن ما خربته دبابات وبنادق يهوذا، بحجة المساهمة في عملية السلام، وقد كان بالإمكان أساساً ردع الآلة الصهيونية عن أساليبها العدوانية. إننا لا نريد أن نموت ولا نملك سوى نقير، ولا نريد أن نتهم بالزندقة على الطريقة الأمريكية!