منذ أن دخل شارون إلى الأماكن المقدسة في فلسطين المحتلة وهو نفس التاريخ الذي اشتعلت فيه فتائل الانتفاضة الفلسطينية الباسلة الثانية والتي لا تزال نيرانها متقدة منذ ذلك الدخول المشؤوم ورئيس وزراء إسرائيل يصرح دون تلميح بالإساءة لمقدسات المسلمين في فلسطين بمختلف أشكال الإساءة ونوعياتها وأنماطها كما هو الحال عندما أقدم المتطرفون الإسرائيليون في تحد سافر لمشاعر المسلمين قبل خمسة وثلاثين عاما على حرق المسجد الأقصى المبارك، وأولئك المتطرفون المتشددون الذين اقدموا على ارتكاب جريمتهم الشنعاء تلك لا تختلف أساليب تطرفهم عن عناصر الحكومة العبرية الليكودية الحالية وعلى رأسهم شارون، وإزاء ذلك حذر مجلس الوزراء في جلسته المعتادة المعقودة بعد ظهر أمس الأول برئاسة قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ حذر إسرائيل من مغبة المساس بالأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطينية وناشد المجتمع الدولي بحمل إسرائيل على احترام الأماكن الإسلامية المقدسة في الأراضي المحتلة وعدم إلحاق أي ضرر بالمسجد الأقصى، ومرد هذا التحذير يعود في أساسه إلى أن إسرائيل جبلت منذ زرع كيانها في قلب الأمة العربية على الاستخفاف بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية والضرب بها عرض الحائط، فليس بمستبعد في ظل هذه الحالة أن يعمد المتطرفون الحاليون لارتكاب ما ارتكبه المتطرفون الأقدمون بإحراق المسجد الأقصى الشريف، وإسرائيل في حالة مماثلة لما حدث أو في أي حالة أخرى تسيء لمقدسات المسلمين في فلسطين وقد بدأت ممارسة لون استفزازي من تلك الحالات بمنع المصلين بين حين وحين من دخول المسجد الأقصى، إسرائيل في مثل تلك الحالة أو غيرها تستخف علنا بمشاعر المسلمين ليس في فلسطين فحسب ، بل في مشارق الأرض ومغاربها ، وعليها إن أقدمت على أي حماقة تلحق الضرر بالمقدسات أن تواجه غضب الأمة الإسلامية التي ما عادت تطيق ممارساتها العدوانية الجائرة التي وصلت إلى ذروتها ، فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى.
