DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

استقالة الحريري.. لبنان يواجه تغوّل إيران

استقالة الحريري.. لبنان يواجه تغوّل إيران

استقالة الحريري.. لبنان يواجه تغوّل إيران
استقالة الحريري.. لبنان يواجه تغوّل إيران
أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته، السبت، بسبب تدخلات إيران في لبنان والمنطقة، مؤكدا أن «أيدي طهران في المنطقة ستقطع»، وشدد على أنه «أينما حلت الأخيرة، يحل الخراب والفتن»، فيما شدد وزير الدولة لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان تزامنا مع الاستقالة على أن «أيدي الغدر والعدوان يجب أن تبتر». وغرد السبهان، السبت، بقوله: «أيدي الغدر والعدوان يجب أن تبتر»، في إشارة إلى دور إيران وميليشيا حزب الله في الأزمة اللبنانية. وقال الحريري في خطاب الاستقالة المتلفز: «إن لإيران رغبة جامحة في تدمير العالم العربي»، وحذر من أن «الشر الذي ترسله إيران إلى المنطقة سيرتد عليها». وتابع الحريري: «إن إيران تسيطر على المنطقة، وعلى القرار في سوريا والعراق»، مؤكدا عن رفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين، مشيرا إلى «أن تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي». وأعرب رئيس الوزراء اللبناني المستقيل عن الخشية من تعرضه للاغتيال، مضيفا: «لمست ما يحاك سرا لاستهداف حياتي»، وهو ما أكدته مصادر بحسب قناة «العربية»، عن إحباط محاولة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني المستقيل في بيروت قبل أيام. وقالت المصادر: إن «مخططي اغتيال الرئيس الحريري عطلوا أبراج المراقبة خلال تحرك موكبه». وتابع الحريري في خطاب استقالته: «لن نقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة»، موضحا أن «الإحباط والتشرذم في بلادنا أمر لا يمكن القبول به». يأتي ذلك مع تأكيد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان على «أن تداعيات استقالة الحريري ستكون إيجابية». وقال سليمان، في تصريحات تلفزيونية: إنه يحيي رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري على موقفه، وأضاف: «إن المطلوب الآن من رئيس الجمهورية هو المباشرة بتحييد لبنان».وفي إشارة إلى دور حزب الله في لبنان، أكد أنه «لا يمكن لدولة أن تبني دولة داخل لبنان»، «ولا يمكن أن يكون هناك جيشان». وطالب الرئيس اللبناني السابق «بسحب حزب الله من سوريا، ووضع إستراتيجية دفاعية»، مشددا على أن «التسويات يجب ألا تأتي على حساب سيادة لبنان». من جهته، قال مكتب الرئيس اللبناني ميشال عون في وقت سابق السبت: «إن رئيس الوزراء سعد الحريري اتصل به هاتفيا من خارج لبنان للإبلاغ باستقالة حكومته». وأضاف المكتب: إن عون ينتظر عودة الحريري إلى بيروت «للاطلاع منه على ظروف الاستقالة». ##بيان الاستقالة وجاء في بيان استقالة الحريري، الذي تلاه عبر شاشة «العربية»: «أيها اللبنانيون تسلّطت عليكم قوى خارجية لا تريد لكم الخير وتطاولت على سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة»، وأضاف: «لا تحلّ إيران في مكان إلا وتزرع فيه الدمار والفتن والخراب، فهي تتدخل في لبنان والعراق وسوريا والبحرين واليمن». وتابع الحريري في بيان الاستقالة: «حزب الله هو الذراع الإيرانية ليس في لبنان فقط، بل في البلدان العربية وهو ما فرض أمرا واقعا في لبنان بقوة سلاحه الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين فضلا عن اللبنانيين»، وأضاف: «إن تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات جمة مع محيطنا العربي». وقال رئيس الوزراء اللبناني المستقيل: «حالة الإحباط والتشرذم في بلدنا واستهداف الأمن الإقليمي من لبنان أمر لا يمكن الرضا به تحت أي ظرف وأنا واثق أن هذه رغبة الشعب اللبناني»، وانطلاقاً من المبادئ التي ورثتها عن رفيق الحريري ومبادئ ثورة الأرز أعلن استقالتي من الحكومة. وتابع الحريري: «أنا على يقين أن إرادة اللبنانيين ستكون أقوى، وأن اللبنانيين سيكونون قادرين برجالهم ونسائهم على التغلب على الوصاية عليهم من الداخل والخارج»، وأضاف: «لمستُ ما يحاك في الخفاء لاستهداف حياتي ومن مبادئ رفيق الحريري وثورة الأرز ولأنني لا أقبل أن أخذل اللبنانيين، فإنني أعلن استقالتي». ##السبب الرئيس وفي وقت سابق، أكد رئيس الحكومة المستقيل، مساء الإثنين الماضي على أن بلاده ترفض الوصاية الخارجية، وذلك ردا على تصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، فيما شكلت استقالته صدمة على الصعيدين السياسي والشعبي، وأكد مراقبون ومحللون سياسيون لـ«اليوم» أن «الاستقالة ستضع لبنان في مرحلة مختلفة كلياً، فما قبل الإستقالة ليس كما بعدها». فلقد حان الوقت لبدء بداية النهاية لوجود دويلة داخل الدولة اللبنانية ولإيقاف مخطط ولاية الفقيه في لبنان من خلال أذرع «حزب الله». ويوضح الكاتب والمحلل السياسي إلياس الزغبي «أن الرئيس الحريري اكتشف ولو متأخراً أن ما عرف بالتسوية أو ما عرف لاحقاً تحت عنوان الاستقرار الداخلي في لبنان، ومن ثم الوحدة الوطنية التي تحدث عنها رئيس الجمهورية ميشال عون أخيراً كلها كانت عناوين لخدعة خطيرة قادتها إيران عبر ذراعها المتجسد بحزب الله، وحين تأكد الحريري من هذا التوجه الخطير لوضع اليد نهائياً على لبنان سيادة وحكماً وحكومة وقراراً واستقلالاً آثر أن يقدم على هذه الخطوة الشجاعة التي ربما كنا نحن ننتظرها منذ فترة أبعد». ويؤكد الزغبي على أن «هذه الاستقالة ستضع لبنان في مرحلة مختلفة كلياً، ما قبل استقالة الحريري لا يشبه ما بعدها، نحن الآن في مرحلة استعادة لبنان من المحور الإيراني، واسترداده إلى بيئته العربية الطبيعية والتاريخية، لبنان لا يمكن أن يكون تابعاً إلى محور غير عربي، فالدستور نص على أنه عربي الهوية والانتماء، لا يمكن أن يكون إيرانياً أو فارسياً ولا يمكن لأي فريق لبناني مهما تعملق بقوته وسلاحه وجبروته أن يغير وجه وهوية لبنان وحقيقته، نحن الآن بعد هذه الاستقالة على عتبة مرحلة مهمة جداً يتحدد فيها المصير اللبناني ضمن بيئته العربية الطبيعية». ويشدد المحلل السياسي على «أن هناك صحوة حقيقية لكل مواطن سيادي وحر في لبنان، قوى 14 آذار جسدت هذه الحالة أي السيادة والقرار المستقل، والآن الحالة التي شكلتها 14 آذار مرشحة للتوسع على المستويين الشعبي والسياسي أكثر مما كانت عليه في العام 2005»، مجدداً التأكيد أن «خطوة الرئيس سعد الحريري أعادت أولاً النبض الوطني الصحيح لقوى 14 آذار وأعادت لم صفوفها بشكل طبيعي وبدهي ولكن الأكثر نجاحاً وقوة هو أن لبنان كله وليس فقط فريقاً واسعاً منه مرشح الآن لاستعادة ذاته لدولة مستقلة عربية تنتمي إلى محيطها العربي». ##محاولة الاغتيال ويعتبر عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»، النائب السابق مصطفى علوش أن «الخطوة مفاجئة ولكنها ليست مستغربة، لا شك أن المواجهة وصلت إلى مرحلة القرارات الكبرى ولا يمكن للرئيس الحريري أن ينأى بنفسه خاصة بعد كل المحالات للتسوية وتأمين الاستقرار التي تبدو أنها غير متوفرة خاصة أن طبيعة حزب الله العسكرية والأمنية والعقائدية التي تسوغ لنفسها كل ما يمكن من أعمال العنف ونقض العهود، وضرب الاستقرار بعرض الحائط، لذلك أي تسوية تبقى مؤقتة في ظل وجود حزب الله على الأرض». ويوضح علوش أن «الحريري عندما اتخذ قراراً بالذهاب إلى تسويات لانتخاب رئيس جمهورية، كان قراره صائباً لتأمين وجود رئيس جمهورية بغض النظر عن كون الرئيس من هو، فالفراغ والفوضى وعدم وجود إدارة حقيقية للبلد هو ما يفيد حزب الله، لا بل الحرب الأهلية والصراع يفيده، لذلك فالرئيس الحريري لم يكن يوماً بعيداً عن قوى 14 آذار، ومبادئها». ويذكر علوش أن «حزب الله من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتضحيات الكبرى التي حصلت على مدى السنوات الماضية إما من تيار المستقبل أو من سعد الحريري على مختلف المستويات». وحول ما تردد عن محاولة لاغتيال الرئيس الحريري، يجيب علوش «على الأرجح أن هناك معلومات محددة ومن قام بالاغتيال مرة سيعيدها مرّات ونحن نعلم بأن مسألة الاغتيال والغدر ضمن عقيدة حزب الله وسياسته، لذلك لا أعلم ما هي المعطيات المادية التي لدى الرئيس الحريري لكن من المنطقي الحذر الأمني في هذه المرحلة». ##المحور الإيراني ويلفت الكاتب والمحلل السياسي المعارض لـ«حزب الله» لقمان سليم إلى أن «التسوية هي صفقة إذعان بين غالب ومغلوب ولم يكن أمام الرئيس الحريري إلا أن يختار أن يكون مذعناً أو شريكاً، وبطبيعة الحال بعد سنة كان لا بد من قطع الحساب والاستدراك على هذا الخطأ الجسيم الذي كان عنوانه التسوية في 30 ‏ أكتوبر الماضي»، قائلاً: «لقد اعترف الحريري أن هذه الاستقالة هي من قبيل النقد الذاتي لكل المرحلة الماضية»، مشدداً على أن «القضية اليوم إقليمية ويجب التحديد فإما أن نكون مع المحور العربي أو الإيراني»، خاتماً: «باختصار لقد عاد الحريري اليوم عن أخطائه». ويقول عضو قوى 14 آذار المحلل السياسي نوفل ضو: «يوم حاول السوريون وضع يدهم على لبنان بالكامل يومها خرج الرئيس رفيق الحريري من القصر الجمهوري في بعبدا وقال كلمته الشهيرة: أستودع الله هذا الوطن الحبيب لبنان وشعبه الطيب، أنا أعتقد أن التاريخ أعاد نفسه اليوم، بوقت حزب الله يصر على وضع يده بالكامل على لبنان وعلى مصادرة القرار السيادي للدولة اللبنانية كان لا بد على الرغم من كل محاولات التسوية التي جرت منذ سنة لليوم من أن ينفجر الرئيس الحريري ويقول بكلام آخر وبمفردات أخرى هي ما سبق لوالده أن قالها منذ سنوات طويلة». ويضيف: «جميع اللبنانيين اليوم أمام محطة أساسية، يجب أن تكون استقالة الحريري هزة ضمير إلى جميع اللبنانيين وخصوصاً لحزب الله، اليوم لبنان بحاجة إلى تسوية جديدة، تجعل من منطق الدولة هو المنطق السائد وليس منطق حزب الله، إذا كان حزب الله سيتحلى بالعقلانية فأعتقد أن هذه الاستقالة ستكون باب خير على اللبنانيين، أما إذا أراد أن يتمسك بسطوته على الدولة اللبنانية فأعتقد أن الوضع في لبنان سيذهب إلى المزيد من التعقيدات، وما جرى اليوم خير دليل على أنه لا يمكن لأي فئة في لبنان أن تحكم الآخرين بالقوة وأن تفرض منطقها على منطق الآخرين»، وتابع: «رغم كل التنازلات التي أعطيت إلا أن حزب الله كان يعتمد سياسة خذ وطالب إلى أن وصلنا إلى مكان لم يعد هنالك فاصل بين الدولة والحزب لا بل أصبح هو الدولة».