ملتقى دارين الثقافي الذي نظم النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية فعالياته الثانية أمس الأول، تحت عنوان «المؤسسات الثقافية الأهلية والخاصة.. المنجز وآفاق المستقبل»، أجده يمثل فعلا ثقافيا مهما ومنجزا مثيرا للاهتمام لأنه قياسا بظروف النادي يعتبر فعالية وطنية لقيمة تمت دون إمكانية تحقيقها بيسر وسهولة ما يؤكد الطموحات الكبيرة والهمة العالية لأدبي الشرقية الذي أضاف رصيدا جديدا لمنجزاته في وقت قصير.
حضرت افتتاح الملتقى وتساءلت لماذا دارين تحديدا؟ أعرف دارين الحالية مدينة صغيرة قريبة من الدمام، وقد كانت في السابق مركزا تجاريا مهما لصيد اللؤلؤ، ولكني في الواقع لم أكن أعرف أنها كانت تضم ايضا أكبر سوق للشعر والشعراء، وكان هذا السوق يعادل سوق عكاظ في ذلك الوقت، وقد كان يتغنى بها العرب في السابق، وأكثر ما شدني ايضا في هذه الفعالية هو الحضور الفاعل لنخبة من المثقفين من دول الخليج والدول العربية والاسلامية المختلفة، وقد استضاف النادي ايضا من الداخل رؤساء الاندية الادبية بالمملكة. الحقيقة العمل الثقافي منجز يتجاوز الحدود لأن الثقافة سلوك إنساني رصين بلا جغرافيا أو حيز مكاني، فإنتاج الفكر حالة إنسانية عامة لا يحدها حد أو مكان أو حيز، وذلك يمكن استكشافه بسهولة من خلال تلك الفعالية الراقية التي نظمها النادي الأدبي، لأن التنظيم يؤكد حيوية وقدرة القائمين عليه في تقديم أعمال جديرة بأن تكون بين الأعمال الكبيرة والمهمة.
في تقديري إن رئيس النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية والمشرف على الملتقى محمد بودي بذل جهدا كبيرا في نجاح الفعاليات، وقد استمد ذلك النجاح بقوة دفع من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية الذي رحب بالفكرة ودعمها وحث على تنفيذها على أن تكون في مستوى النشاط الثقافي المهم، ذي القيمة الإبداعية والفكرية التي تضيف الى المنطقة ودورها الثقافي العريق.
النادي الأدبي استطاع تجاوز تحدياته رغم وجود كثير من العوائق التي كان بإمكانها أن تقلل من أهمية الملتقى أو تجعله مجرد فعالية في سياق فعاليات يمكن تدوينها في تقرير ختامي، ولكن حدث الأفضل بتنظيم استوعب قيمة المرحلة ليكون الملتقى في إطار رؤية المملكة في بناء مجتمع فاعل مؤكدة أن النادي قادر على إنجاز الكثير في المجال الثقافي للمنطقة وإنسانها، وهكذا تفعل المؤسسات الثقافية والأدبية، كما قال الاستاذ بودي إنها أوعية للثقافة ترفد المعرفة وتنشر الأدب.
بحث متقدم
