«ما يفل الحديد إلا الحديد».. بعد أن تكالبت قوى الشرّ على منطقة الهلال الخصيب، وأصبحت المنطقة مهددة بكاملها، كان لزاماً على المملكة أن تقف سداً منيعًا في وجه قوى الطغيان، متكلة على الله اولاً ثم على مكانتها الكبيرة وموقعها في العالم الإسلامي، فقد أعدت العدة لإقامة مناورات كبرى مع عشرين دولة عربية واسلامية تحت مسمى «رعد الشمال» لتكون أكبر مناورات تشهدها منطقة الشرق الأوسط في تاريخها، وهذا التمرين العسكري الذي يقام في مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن بشمال المملكة العربية السعودية، وتشارك فيها قوات عشرين دولة إلى جانب درع الجزيرة، يمثل رسالة من المملكة وشركائها بأنهم يقفون صفا واحدا لمواجهة التحديات كافة والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.، ويعتبر رسالة واضحة، تفيد بأن أمن المنطقة مسؤولية مشتركة لجميع الدول المشاركة فيه، مبرزا القدرة العالية لقواتها على العمل في بيئة العمليات العسكرية المشتركة، وسيكون له أثر كبير على توحيد مفاهيم وأساليب القتال بين الدول.
إن التمرين يركز على تدريب القوات على كيفية التعامل مع القوات غير النظامية، والجماعات الإرهابية، وفي الوقت نفسه يدرب القوات على التحول من نمط العمليات التقليدية إلى ما يسمى بالعمليات منخفضة الشدة. كما يركز التمرين على تدريب القوات على العمل على عدة انساق متباعدة الزمان والمكان، إن المناورات تجري في الاتجاه الصحيح، وتؤكد أن الدول المشاركة فيها ملزمة بالدفاع عن نفسها، وقد تكون نواه لـ «قوة ردع سريع» جاهزة للدفاع الجماعي عن الدول العربية والإسلامية. لقد حُشد لهذه المناورات الضخمة أكثر من 350 ألف عسكري، بمشاركة أكثر من 2500 طائرة من طرازات مختلفة منها 500 هليكوبتر هجومية، إضافة إلى عشرين ألف دبابة. تمثل نقلة نوعية من حيث استخدام القوات كافة في الميدان، حيث ستشهد توظيف جميع القدرات المتاحة وفقاً لأحدث الخبرات والتكتيكات الحربية؛ لمضاعفة درجة الأداء في ظل دمج الإمكانات بين كل القوات المشاركة، مما سيعطي نتائج مفيدة بالغة التأثير لتجربة دمج القوات الأربع البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي بإمكاناتها وقواتها، بالإضافة إلى المشاركة والدعم من الوحدات العسكرية والقوات المتطورة التابعة لها.
انها مملكة العزم أمل المستضعفين في العالم الإسلامي، وكما هي حامية الحرمين الشريفين، فإنها كذلك حامية حمى بلاد المسلمين، بما حباها الله من إمكانيات مادية ومعنوية، لتكون قبلة المسلمين، والملاذ الآمن بعد الله لهم، وقد تيقنوا من ذلك مما جعلهم يلتفون حول المملكة، وتبني أهدافها السديدة، وهذا التميز لم يأت من فراغ، بل أكدت الأفعال الأقوال، ليأخذ العالم الإسلامي مكانته الطبيعية بين شعوب الأرض.