الكثير ممن حققوا نجاحاً نتيجة لجهد بذلوه، أو أولئك الذين ساعدتهم ظروف الحياة على النجاح، يغفلون عن تقييم ذاتهم بشكل مستمر، ثم مع مرور الوقت يتفاجأ أحدهم أنه قد مال إلى طريق الفشل دون أن يشعر، مما يصعِّب عليه العودة إلى طريق النجاح. فقد نكون ناجحين الآن ولكن قد لا نكون كذلك في قادم الأيام. مراجعة الذات الدائمة ربما لا تضمن لك النجاح، ولكن الأكيد أن من خلالها تستطيع أن تعرف في أي طريق تسير. وإذا ما أردنا أن نعرف التقييم الذاتي فهو أن تقيّم نفسك هل تطورت؟ هل تعلمت ما هو جديد؟ ثم تحدد الأمور التي تحسنت فيها والتي لا تزال تحتاج إلى تحسين، وهذا يعرفنا على مكامن القوة ومواطن الضعف التي علينا أن نبادر بتحسينها، مما ينتج عن ذلك تغير في سقف الطموحات، وهذا يتيح لنا فرصة النمو التي نحتاج إليها في حياتنا جميعاً.
في كل إنسان نقاط قوة ونقاط ضعف، وبتقييمها نستطيع معرفة الإيجابيات والسلبيات في أنفسنا، مما يساعدنا على التخطيط وعلى اتخاذ القرارات. ولكن يجب علينا الانتباه لطريقة التقييم، فكثير منا يقول انظر كيف كنت وكيف أصبحت! لقد تحسنت كثيراً. صحيح، هذا الأمر جيد ولكن قد يكون باستطاعتك أن تفعل أكثر عندما تبدأ بمقارنة نفسك وتنتهي بمقارنتها بمن هم أفضل. حتى تستطيع تحقيق أهداف أعلى أو تحقيق نفس الأهداف بكفاءة أعلى وأفضل، لا بد من تقييم الذات بشكل مستمر لكي يوفر لنا معلومات مهمة لتحسين أدائنا.
